انثى العنقاء





أنت يا حلوة التأنيث.. يا مهد البراءة .. و هلت وداعة.. فجأة أصبح ترابك لذيذا..

يشم ..

يضم ..

تعصر لهفته الحلوة في شفيف كأس... وسيما غدا ترابها.. يغري الأصابع بخطفه.. و لو حبست في السجن. و لو خالفت القانون.. واعتقلت باسم الجريمة.. بلون المهرجان نسيج ترابها.. يشتهى لتفصيل عروس.. أو لتقطيع حباته بالشفاه.. توغل في ترابها سبابتك .. فتغرق في تفاصيل جسدها.. لساني ملئ بعبارات الندى و الآه .. محصورة .. محبوسة.. داخل فمي تقول: لمن هذا الجسد؟


أفتح عمق عيني.. ومنها أطل على غدير رائعتها.. فلا ألقى إلا ضجة الغناء تحت ضوء القمر.


أفتح شبابيك بشرتي.. ومنها أطل على خليات نحلها.. فلا ألقى إلا أجنحة فراشات ترقص و كأنه عرس الربيع.


أشرع أبواب الفضاء و أنصت.. فلا أسمع إلا صوتها يتغلغل داخل مسامعي.. صانعا من جوفها فردوسا يتغنى بالجمال و الدهشة.. فكيف لا أحفظها عن ظهر قلب.. دون أن تفوتني منها آية صيحة في بلاغة..أو نقطة رفض في مقامة.. فأنشدها قصيدة بلبل.. و آونة سعير نفير في مواقف: الصراخ .. الضحك.. الجدال.. الاحتراق.. اللذة.. الاهتياج.. الفرح.. الخوف.. الندم....


كيف لا أحفضها بمهارة .. كالكأس التي تحفظ الشفاه.. و ترتل النبيذ بسهولة.. دون أن تثمل أو تتعثر؟؟ كيف لا أحفظ قيامة شعورها.. و ثورة أحاسيسها .. و رياح انتفاضتها .. و زئير غضبها.. و عدد ضحكاتها في الساعة.. وطريقة تنفسها .. و اشتعال أنوثتها؟؟ كيف لا أحفظها بمهارة ما دامت نصفي الثاني و سر تفوقي على اللغة.

العنقاء المغربي 2011 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق