مستحيل




                                      
انتحر..
أشنق نفسي..
أ أ دخل مستشفى المجانين..
لا و الله في أحلامها فقط..
هذه أمنيتها الغير المعلنة, إنها تريد دليلا ملموسا على جنوني بها. لكن أنا اللتي كنت مجنونة بها حقا, سأستعيد قواي العقلية أمام هذا التحدي. لأني اعلم جيدا .. أن حبا يتغذى شره من خيري و سمه من صبري, ليس حبا إنه حالة مرضية.



ساعات و دقائق كنت أحسبها شوقا و احرص كل الحرص على انتظارك فيها. لقاء أصبح عادة اغتلتها بجحودك. ساعة كنت أنتِ عقاربها و اليوم أصبحت عقربها.
في كل مرة أنتظر صوتك في الساعة إياها .. و لا تأتي أموت متسممة بالصمت, سمك يتسرب إليّ من جثة الهاتف.
لا يغادرني إحساس الاهانة لما أعطيتك من وفاء. بعدم اكثراتك بألمي, باستخفافك باحتمال موتي قهرا. بقهري لفرط الوقت و موتك أنتِ بداخلي.
أحاسيس موجعة ستنحرني و تقتلني بعدد الدقائق

و أسفاه





أتأسف لها حقا, تبحث دائما عن حب رخيص لم ترقى بعد إلى مستوى أكبر .. حبها نشوة في مذاق غزل البنات, تم إعدادها من السكر الصافي المذاب الذي يصنع منه الباعة حلوى كلحية بيضاء قطنية طيبة المذاق. لكن لا شيء يبقى منها سوى الدبق. إنها تعلق باليدين و الفم و يحتاج المرء كلما تناولها إلى أن يغتسل.

ربما




لربما هو الفناء..
بين هذا الوجه و التناقض..
منذ عرفتك..
و أنا أنام على حافة الجنون ..
و استيقظ على باب من أبواب جهنم..
صدقيني..
أضحى حبك من الممكن..
ربما..
والله اعلم..
أظن..
حبك مجهول..
منفي..
غير معقول..
وفي الواقع غير مقبول..
كله دخان كاد لا يكون..
ومن منا السجّان و المسجون..
أستقيل أنا من حبك..
من سجنك و من الضنون..
و أعيش حرة بكرامتي..
بعيدا عن سحر العشق و سحر العيون..
هذه قناعتي..
و هكذا سأكون.



أتعلمون لماذا انقرض الحب في زمننا هذا؟
كثر الأخذ و قلّ العطاء..
كثر الجوع و قل الاكتفاء..
لكن ماذا لو كنت ممن يعطون بسخاء..
يا ترى..
فهل تبقى من البشر من هو جدير بالعطاء..
مثلهم كمثل أرض قاحلة جدباء..
لا تطرح ربيعا و لا عشبا..
حتى لو فاضت بالأمطار السماء..
دائما في احتياج لا قناعة..
تسقيهم بالأنهار و الوديان و لا تطفئ عطشهم..
كالوعول التي تشارك الذئاب شرب الماء..
لا تأمن لهم أبدا..
فكلما أعطيتهم درسا في بر العطاء..
ورد الصنيع نسوه..
ومهما أكرمتهم بالخيرات..
نكرواه ثم وراء ظهورهم رموه..
يعبثون بغفلتك و كرم ذاتك بالاستجداء..
فيجيئون و يمضون بلا أقدام ..
هؤلاء يستحقون أن يعاملوا بازدراء.

كما تدين تدان



في الحياة عجائب و أسرار..
قلوب عاشقة بالأوجاع تنهار..
و حب أضحى لعبة بين أيدي الصغار..
تحبهم اليوم و إذا يذوقونك عذاب النار..
قمة الرديئة قمة الاحتقار..
أن تقع القذارة على رؤوس الكبار..
تحت اسم الحب المتداول بأرخص الأسعار..
ألا يخجل البعض من أنفسهم ألا يحسون بالعار..
يعشقون اللهو بقلوب الغير..
و لا يأتيك منهم سوى الغدر و الخيبة و الأضرار ..
عناصر تافهة لصغر حجمها لا ترى حتى في عز ضوء النهار..
فأي زمن هذا تربع على عرش الشهامة الذباب و الديدان..
و أصبحنا لا نُجيد الحب إلى في الأشعار..
تبا لرؤوس تكبرت..
رؤوسهم خاوية تلوحها الرياح ذات اليمين و ذات الشمال..
أعدادهم في ازدياد كسرطان يكبر و يكبر باستمرار..
و كأن الزمن يصر على وجودهم بل إصرار..
الله يمهل و لا يهمل..
و كما تدين تدان الحياة مستمرة..
و الكل يحاسب على أفعاله في الدنيا قبل الآخرة..
و على مرأى الأنظار.


أصبحت و للأسف أكتشف شيئا فشيئا أن من حولي مجموعة من المشترين و الباعة , تلهو كما تشاء بمشاعر الآخرين, يضعون أقنعة تمثل حقيقتهم, قرود .. ببغاوات .. نعام .. حمير .. و ذئاب .. كلاب .. أفاعي .. عقارب .. اسود... و مخلوقات أخرى غريبة. خلاصة الموضوع الدنيا غابة. 

خطأ عن غير قصد




غالبا ما أثناء دفاعنا عن الحب نرتكب في حق من نحب أخطاء لا تغتفر. نقول كلاما جارحا عكس الذي نود قوله.. نهدد بما ندري أننا لن نقدم عليه. ندعي قيامنا بما لم نفعل .

أمام الخوف من الفقدان أو تحت تأثير نيران الغيرة لا عاشق يشبه نفسه. و بقدر قوة الحب يكون عنف العاشقين .

أنت تعذب الآخر لأنك تتعذب به. و أنت تتعذب به لأنك ما زلت تحبه. و كان أسهل أن تقول له هذا. لكن تجد نفسك تقول له العكس تماما لتؤلمه .

و برغم ألمه و عذابه بك سيقلب اللعبة و يعطيك إحساسا أن لا شيء مما قلته ألمه. و حينها يصبح هدفك أن تدميه. فتقول كلاما يدميك أنت و تندم عليه. و سيرد عليك بما يتركك تنزف لأيام.. بينما هو ينزف بك على الطرف الآخر.

أمام هذه العواطف الفوارة المدمرة لكلا العاشقين. يصبح الفراق نوعا من القتل الرحيم.

ذلك الحب الذي ولد في لحظة شاعرية. وسط الانبهار و الدوار و رجفة البوح الأو ل. ذلك الحب الذي توقفت الكرة الأرضية عن الدوران اندهاشا بحدث قدومه. هو الآن إعصار لا يبقي على شيء قائما. يقتلع في طريقه كل ما كان جميلا في حدائق الحب. و يترك قلوب العشاق للعراء .



الصمت



أنواع الصمت
صمت العشق.. صمت التحدي.. صمت الألم.. صمت الكرامة.. صمت الإهانة.. صمت اللامبالاة.. صمت التشفي صمت من شفي.. صمت الداء العشقي.. صمت من يريد أن يبقيك مريضا به.. صمت من يثق أنه وحده يملك دواءك.. صمت من يراهن على أنك أول من سيكسر الصمت.. صمت من يريد كسرك.. صمت عاشقين أحبا بعضهما حد الانكسار.. صمت الانتقام.. صمت المكر.. صمت الكيد .. صمت الهجر.. صمت الخذلان.. صمت النسيان.. صمت الحزن الأكبر من كل الأحزان .. صمت التعالي.. صمت من خانك.. صمت من يعتقد أنك خنته و يريد قتلك بصمته .. صمت من يعتقد أنك ستتخلين عنه يوما فيتركك لعراء الصمت.. الصمت الوقائي.. الصمت الجنائي.. الصمت العاصف.. و الصمت السابق للعاصفة.. صمت الانصهار و صمت الإعصار.. الصمت كموت سريري الحب و الصمت كسرير آخر للحب ينصهر فيه عاشقان حتى الموت.. الصمت الذي ليسر بعده شيء.. و الصمت الذي ينقذ ذلك ´´الشيء´´ و منه تولد الأشياء مجددا جميلة و نقية و أبدية بعد أن طهرها الصمت من شوائب الحب .

الصمت اختبار، طوبى لمن نجح فيه مهما طال. إنه فوز إذن بالتاج الأبدي للحب.. أو بإكليل الحرية .

و ماذا لو أن المشكل بدأ يوم نسي الناس في هذا الزمن المسرع المجنون لغة العيون. التي كانت لغة الإنسان الأولى لنقل أحاسيسه للأخر. حتى في الأفلام ما عاد الناس ينظرون إلى بعضهم البعض مطولا تلك النظرات المؤثرة.. الآسرة

اليوم بالذات قرأت مقابلة للمخرج الأمريكي الكبير ستيفن سبيلبرغ يقول فيها

يوم نتوقف عن الكلام بالعيون. ستكون نهاية المجتمع

أنكون انتهينا لأننا بدأنا نتكلم لغة التلفون.. و لغة التلفزيون و لغة الانترنت و نتبادل الأشواق عبر الرسائل الهاتفية و التلفزيونية.. و من خلال الشات. دون أن نرى عيون من نتحدث إليه. و لا هو يرى عيوننا. جميعنا عيوننا على الشاشة. و قلوبنا جميعها معلقة بجهاز يتحكم في مزاجنا و أحاسيسنا
 ما عاد تعريف الحب اليوم اثنان ينظران في الاتجاه نفسه بل اثنان ينظران إلى الجهاز نفسه. و لا صارت فرحتنا في أن نلتقي بمن نحب. بل في تلفي رسالة هاتفية منه

ماتت الأحاسيس العاطفية الكبيرة. بسبب تلك ´´الأفراح التكنولوجية´´ الصغيرة التي تأتي و تختفي بزر منذ سلمنا مصيرنا العاطفي للآلات.
النسيان.

قصة الحب


قصة الحب في أيامنا هذه ..
تشبه قصة الهدهد الصغير الذي كلّ من البحث عن شجرة يسكن إليها..
فكلما سكن إلى شجرة أخافوه بطلقات بنادقهم العشوائية..
وكم من شجرة مستعارة, نام في حضنها فأيقظوه منها في الهزيع ليطردوه..
كم من شجرة اندس بين أغصانها و أوراقها هربا من البرد, فهربت أغصانها عنه و تركته عاريا متجمدا..
كم مرة عاد ليجد يدا عابثة عاثت في عش صغاره و قتلتهم..
كم مرة فرّ بجناح مرتجف, وقلب منهك ليلوذ بأمان لا يعرف أين يجده..
كم مرة حاول فيها الاستسلام لدفء شجرة وينام, لكن شرور الأنفس تتجول أشباحا تحمل سكاكين للذبح..
كم مرة نفض جناحيه في السماء مرتعشا مرتعدا و هو يسأل: يا إلهي ما بهم البشر قسوتهم فاقت الصخر و الحجر؟؟؟
من أعطى لنفسه حق ملاحقة الطيور – الحب- بالأذى و التي لا تريد أكثر من مساحة أمنة تقي رجليها من عثرة؟
لقد تعب هذا الطائر كثيرا و هو يطالع في العيون كثيرة تترصده..
عيون في نظراتها شهوة للالتهام..
عيون في نظراتها شهوة للانتقام..
عيون في نظراتها شهوة للقنص..
عيون في نظراتها لهفة للتعذيب..
تعب هذا الطائر الحزين الفرار من المرضى النفسيين و الجائعين, لا يرون فيه إلا لحما مشويا..
و تعب الهرب من فارهين لا يرون فيه سوى ريش يصلح لزينتهم, و وسائدهم..
و تعب من بشر لا يعرفون ولو سرا بسيطا من أسراره, فجهلوا كينونته ..
تسلمه الريح إلى ريح..
و تأخذه الأرض إلى ارض..
ويعبر من بحر إلى بحر..
كم وعدوه بالأمان فاخلفوا..
كم وعدوه بالأبدية فاخلفوا..
كم حلفوا له بالإيمان فكفروا..
كم حضروا له عشا ليقتنصوه..
كم تغنوا به و اليوم نكروه..
كم قال لهم أنا الهدهد المحرم قتله, فاغتالوه..
مازال يبحث عن خبر مدينة لا تعبد الشمس من دون الله..
مازال يبحث عن أرض لا فخاخ فيها تنتظره..
من فوقه حجارة..
من تحته فخاخ..
من ورائه بنادق..
ومن أمامه مؤامرات..
شبع من الفزع و تعب من الوصب..
وعود وعود و لم نرى شيئا..
مازال يطير وحيدا وحيدا.. حزينا حزينا..
أما آن لهذا الطائر أن يحط؟

حب على قارعة الطريق




لا تتعجبي

تركتك نعم
لكن حبك لا يزال بقلبي لغم
كلما حاولت الاقتراب منك اضعف و انهزم
يرتجف كبريائي و تكاد جباله تنهدم
1
أنت انثى أوقعتني
بينما كنت ارسم بالقصائد شباكا تلفك
أردت أن امتلك قلبك
أن ازرع فيه خلايا حبي
أردت أن أمنحك عمري و ما تبقى مني
لكن تفكيرك في علم الأفاق
وضع حدا لأفق كان يمتد ما فوق الحب
لا أنكر أنني استحظرك بين الفينة و الأخرى
واستطلع أخبارك بين صحف الدنيا
حتى إن شوقي إليك يدفعني لمعانقة حروفك
لكن اشعر بخيبة أمل فيك
ضيعتي بين يديك قلبا احبك من دون أن يرى تفاصيل وجهك
أحب فيك الروح قبل الجسد
فهل بمقدورك أن تجدي حبا كهذا الآن
2
أخبرتك المسافات عني
فجعلتها حد سيف بيننا
تبحثين عن أعذار سطحية و في ظنك ذكاء
و تناسيتي عمدا
حبا خلق بين الروح و عمق الروح غباء
فأي قدر هذا الذي جمعنا
ثم بطرفة عين فرقنا
و كل واحدة تعيش حبها بصمت
3
سرك غريب
بل تكوينك كأنثى محير مريب
سلكت من أجلك طرقات لأعرفها
كي أصل إلى حبل الوريد الذي يربطني بك
لكن بدل أن تقتني لأجلي الورود
اخترت عشوائيا مقصا من حديد
وضع حدا لحياتي من بعدك
فأي ذنب اقترفته في حقك
حتى أعاقب بقتل حب لم يكمل أشهره التسع
من أين لك بهذه القسوة
وأنا لم المس فيك سوى دفئ أنثى مشتعلة
ترفض التعريف بالحب
بمجرد انه من بلد آخر يبعدها بمسافات
4
ما سأقوله لك الآن هو انك دمرتني
فشكرا ثم شكرا