صباح غوغل و هدية عيد ميلادي


شعرت بسعادة عارمة عندما تصفحت موقع غوغل هذا الصباح . وتفاجئت بانهم يحتفلون بعيد ميلادي الخامس و العشرين. لم اتوقع ان الشركة اضافة ميزة رائعة تحتفل فيها باعياد ميلاد عملائها و منخرطيها تشاركهم فرحتهم. سررت جدا و احسست انني لست الوحيدة التي تتذكر هذا اليوم من السنة. بالاضافة الى اعز اصدقائي و من جمعتني بهم الصدفة عبر الفيسبوك . اللذين احتفلوا معي و عايدوني لم اتوقع اعدادهم و لم اكن اعلم ان اهتمام بعضهم كان سريا. كما انني تفاجئت من بعض الاشخاص اللذين اعتقدت بانهم يكرهونني لدرجة اللامبالاة. اجدهم صباح اليوم يكتبون لي رسائل تهنئة. صراحة بعض المواقف تظهر لك من هم اصدقائك و من هم اعدائك. رغم بساطتهاالى انها تترك في النفس اثرا طيبا. اليوم سأخرج للاحتفال برفقة اصدقائي. رغم انني لا احتفل بمثل هذه الاعياد. لكن ساجرب هذه المرة و سأختار امنية قبل ان اطفئ الشموع. و سأبوح بسر هذه الامنية كتابتا لان الاماني تكتب و لا ترتل. امنيتي لهذه السنة هي أن اموت في نفس التاريخ الذي ولدت فيه.

فكوك الشيــــــــــــــــطان


أصبح الانسان اكثر اتساخا و قذارة.  اصبحت نفوسهم متعفنة.و نواياهم مومسة. تحركهم الغرائز أكثر من العاطفة. أصبحنا نسمع كثيرا عن الاشخاص اللذين تغيروا و اصبحوا قذرين. و ذلك بسبب صدماتهم المتكررة. والضربات المؤلمة التي تلقوها من أشخاص استباحوا صفاء قلوبهم و طهر نواياهم, وحولوهم الى وحوش أكثر شراسة و جوعا للجنس ,ولأذية مشاعر الآخرين. زمن نعيشه في حرب دائمة ,تتربص بنا الاعداء من كل جانب. هناك من يطمع في جسدك ,أو مالك ,ومنهم من هو مهوس بتعذيبك. بل و يتلذذون بأذية من هم اضعف منهم ,وانقى منهم ,يعشقون خلق نسخ لهم ,و تلوينها بالأسود القاتم ,الذي يصنع غرائه من قبح ,وعفن النفوس. يقال أن الحب في زمننا هذا انقرض. لكن هذه الحقيقة خلقت بسبب الغرائزين هكذا احب تسميتهم. هؤلاء هم من خرجت من السنتهم و افواههم الشرهة ,تلك الحقيقة المفبركة. الحب بعيد كل البعد عنهم ,لن يستطيعوا الاحساس به مهما فعلوا. بل و في اصل تكوينهم العاطفي كلمة الحب ممنوعة من دخول قلوبهم. يمكن للعديد ان يعارضني في كلامي هذا و يقولون لي بأن هناك ظروف او اسباب هي من جعلتهم يتصرفون بهذا الخبث و الحيوانية. لكن جميع الاسباب كيفما كانت لن تخلق منهم وحوشا تفترس باسم الحب قلوب الضعفاء. وتلوث طهر اجسادهم و مشاعرهم. ليس هناك اي سبب مقنع ,يجعلهم على اثره افرادا همجية ,غرائزية جائعة. هم في الحقيقة يعانون من امراض نفسية ,تسمى النرجسية ,الأنانية. عدم الثقة في النفس. جوع وهوس وإدمان شديد على الجنس. يرجعون دائما افعالهم و يربطونها بالتقدم الحضاري و بالتفتح الغربي ,والتفكير الأوربي. ويقولون بكل وقاحة ,ان الجنس هو الاولوية اولى فياي علاقة. وانه يكبح الكبت الجنسي. ( كون الخوخ يداوي كون داوا راسو) يتدرعون بالخبائث. وهل رأيتم في حياتكم ان النار تطفئ النار؟ اغلبية الغرائزين من اصيبوا بداء الكلبنة ,ليس لديهم اكتفاء جنسي رغم عدد ممارساتهم ,وتعدد شركائهم. و اغلبيتهم ليسوا سعداء بينهم و بين انفسهم. وينظرون الى ذواتهم باحتقار. الحياة تعطيهم العديد من الفرص والأشخاص اللذين يستطيعون تغير نمط حياتهم المتعفن ,وإخراجهم من المستنقعات. لكن من شبّ على شيء شاب عليه. سيكرهني البعض لان لغتي هذه المرة جاءت قاسية. سيطالبني العديد بحذف الموضوع من مدونتي. وقد يرسلون لي رسائل شتم وسب. و منهم من سيتناقش موضوعي و ينتقده بشدة ,لأنه خالي من الحيادية. لكن لماذا سأكتب عن الموضوع بحيادية مادامت نفسي تشمئز منهم. و مادامت روحي ثائرة في حقهم. وما دمت اتحاشى التحدث معهم و معاشرتهم. بل وحتى القاء التحية عليهم. لماذا سأنافق نفسي. انا لست بكاتبة صحافية ,كي اعبر بحيادية. أنا يا مع او ضد. يا نعم يا لا. واضحة وعملية. رغم قساوة كلماتي. احببت ان اوجه رسالة الى بعض من عاشرتهم و اكتشفت بعد فوات الاوان انني وقعت ضحية حيوانات. اردت من خلالها ان اخبر كل من خاب ظني بهم ان نهايتهم ستكون وخيمة جدا. وان الزمن يدور و كما تدين تدان. لذا لا مجال للانتقام فالحق دائما يأتي على شكل صدمات و ضربات موجعة لن تشفيها الايام ابدا. لم اندم يوما لأنني احببتهم. بل كانت تجارب علمتني ان الثقة لا تعطى بسهولة. لذا فضميري مرتاح ,اعيش حياتي بشكلها العادي و اقف دائما في صف من تظلمهم النفوس المريضة و احاول مواساتهم و لو بالكلمات و اخبرهم دائما ألا يتعاملوا بالمثل ,لان الانتقام يلوث النفس و القلب. انصحهم دائما بالصبر. فالله يمهل و لا يهمل.

رجل لا ينسى


أحاول أن لا اكتب عنك ..
أن لا أستحضرك بين أوراقي ..
و لا أستطيع ..
لا أريد الاعتراف بحبك ..
فأنت رجل وهذا فظيع ..
قلبي يرفض الذكور ..
و أنت بحضورك في ذاكرتي لا تضيع ..
نصفه يحاول نسيانك ..
و النصف الاخر لك ..
معك تأملت جسدي لأول مرة ..
تحسست رغبتي في الدلال ..
أحببت كوني انثى بين ذراعيك ..
اختبرت قبلتي الاولى معك ..
و أنا أعارك سطوك على حياتي ..
لكن حضورك رهيب ..
التقيتك و كأنك عالمي ..
فعرفت أن وجودك اعلن وجودي ..
معك اكتشفت أن الطيبة في الرجال سحر لا يقاوم ..
ومعك أدركت الحقيقة الغير الجذابة ..
انني انتظر سطوك على جسدي ..
أنا انثى حاولوا قص اجنحتها ..
و وضعها في قفص الصمت ..
يومها جئت على ظهر الريح تداعب احلامي ..
عندها تعلمت التحليق مثلك ..
أنت فارس لم أطلب مجيئه يوما ..
لكن القدر ساق جوادك الى ارضي ..
فسكنتها دون مباركتي لقدومك ..
و ها أنا أهرب اليك رغم رفضي لوجودك ..
و أرتشف ريقك كلما ظمئت ..
و أستعذب لمساتك كلما لمست ..
و أسبح داخل عينيك بلا تجديف ..
علني اغرق في بحر حبك الى الابد ..
اعلم انك ترى فيا الفتاة التي تحب ..
و ارى فيك الصديق الذي احب ..
و كلانا يرى الاخر من منظاره الخاص ..
لكنك تظل تقول ..
لا أصادق جسدا اشتهيه ..
و أظل اردد ..
لا أحب جسدا ارفض الاعتراف به ..
فحبي للنساء اكيد ..
و أنت تعلم مصيبتي فلما التجاهل ..
لماذا تحاول قهر هوسي ..
وامتطاء احلامي و العبث بأفكاري ..
و تسلق اعلى ما يمكنك الوصل اليه من اسوار قلبي ..
هل حقا انت الصديق الذي سأحبه يوما كعاشقي ..
ام انني احببتك غيبا ..
لا أعلم حقا لكن ما اعلمه الان ..
 أنني في عتمة مغاور صوتك و الحاحك الشديد ..
أحفر بمنقاري انفاقا سرية لأهرب منك ..
اجتازها جميعا بسرعة و كأنني مطاردة ..
أدور و ادور و أخرج منها لأفاجئ ..
بأن حبك يسبقني ليحضن خوفي و ضياعي ..
ستظل ترافقني طول حياتي ..
أعلم أنك في الدهر جريح ..
وبغبائي اداويه لك بالملح ..
فما ألطف كلماتي عندما احبكها من شرودك ..
و ما اغباني عندما اضرب لك موعدا ثم لا اجيء ..
و اودعك في الهاتف على صوت الرحيل ..
و انت بعفويتك تودعني دون ان تطلب من حضوري ان يستقيل ..
فكيف اصفك ..
كيف اصف رجلا الزمني بعدي عنه أن أحن اليه ..
أن اتذكره و اكتبه بدمعي ..
أن اقارن بينه و بين الجميع ..
فلا اجد له بديل ..
هل حقا كسرت قاعدة الحب النسوي – النسوي ..
و طويت كل مسافات التعقيد ..
لأسقط في حبك ..
و أنا اتنهدك و اتنفسك في غرقي ..
فلقد وجدت نفسي بعد هروب طويل منك ..
أبدأ موتا جديدا من خلالك ..
وعمرا جديدا و مطرا جديدا وزوبعة جديدة ..
فلم ولن تكون ابدا وقطعا ..
نقطة نهاية على السطر الاخير من نقطة عمري ..
انت كلمة نادرة على سطر دفاتري ..
البسني ..
و لن تجد نفسك كفارس قصائدي عاريا .

أحببت


كنت ابحث عن بقعة بيضاء صافية نقية ارتاح فيها. تبعدني عن اللون الرمادي الذي لطالما لونت به حياتي. اردت استنشاق هواء نقي ممزوج بعبق الياسمين. اردت ان اعيش في سلام روحي تام بعيدا عن مسببات الالم و العصيان . كرهت تقلبات مزاجي بقدر ما احببت تلون السماء بألوان قوس قزح. و اليوم تتلون بثاني اكسيد الكربون و الكبريت .احببت تموج ايامي بين الفرح و الحزن. بين السعادة و الشقاء. بين الحب و الخذلان. بين اللقاء و الوداع. احببت تعكر اجوائي بالخطايا و اللجوء الى الصلاة و الدعاء كي تغفر لي و اعود لأكررها مرة اخرى بكل وقاحة. احببت تمزق شرايين قلبي بينما انا انظر اليك خلسة من ثقب حائط منزلنا الذي بنيناه معا و الذي هجرته كي تسكني المنزل المجاور مع الغرباء الذين نعلم انا و انت جيدا انهم سفاحين. احببت المي بينما انا اكتب هذه الرسالة و استمع الى Adele . احببت الحياة بكل خرافاتها و مشاكلها و تعقيداتها ووساختها. احببت الشياطين التي ترتدي عباءات سوداء طويلة و تتلو القران و الاحاديث النبوية بصوت يتلون بالنفاق و الرياء. احببت الحكومات التي تبيع الشعوب النبيذ تحت اسم حلال كي لا تستفيق يوما على وقع صدمة الفساد و الانتهاكات باسم القانون و دولة الحق. احببت الشر في ثوب انثى ترقص على قلوب الضحايا ممن تنقصهم العاطفة في زمن الاخذ و الرد.احببت الحرية التي تملك اغلالا خفية تقيد ايادي و افواه البشر بطريقة مخادعة. احببت التيارات الفكرية و الحركات و الاحزاب السياسية التي تفرق الشعوب بدل ان توحدها. احببت الدماء التي تسفك كل ثانية بدون اي سبب او بسبب شيء تافه كالأطياف الدينية الطمع السلطة امراض نفسية مزمنة... احببت الفساد و التفسق الاخلاقي الذي نشاهده يتكاثر كل يوم كما تتكاثر العدوى في زمن الكوليرا. احببت استحواذ المسلسلات التركية و الفيسبوك والتويتر و المواقع الاباحية على عقول العرب خاصة و البشر عامة مخلفتا الكسل و الخمول و الغباء و الاوهام... احببت الاستغلالات الجنسية في حق الاطفال و النساء و لا احد يستطيع التحدث او الدفاع عن المستضعفين من اجل ماذا؟؟ من اجل ارتفاع نسبة السياح الاجانب و تحقيق اهداف مادية على حساب مؤخرات و اجساد ابنائنا و نسائنا. احببت الثورات و الحروب الاهلية او بما نسميه الربيع العربي الذي اكمل تدمير ما هو مدمر اصلا. احببت اقتراب ظهور الدجال و صعود الماسونية الصهونية على عرش الكرة الارضية تمهيدا لاستقبال قائدها الاعور. احببت ضياع فلسطين بشكل نهائي و قتل كل امل في استرجاعها و اعادة الكرامة لشعب اختلطت رائحة عرقه برائحة اليهود في سبيل عيش حياة شبه طبيعية و مستقرة. احببت القرف الذي نعيشه بعيدا عن الله و عن الاسلام الحقيقي البعيد كل البعد عن التشدد و التعصب و الطائفية و البدع و المظاهر الخداعة. احببت قساوة القلوب التي تحيط بنا و عدد الطعنات التي تأتينا من اقرب الاشخاص الينا. احببت تفشي الامراض المزمنة و السرطانات و السيدا بفعل ما تلتهمه بطوننا من سموم ملونة و ذات رائحة زكية وبفعل فروجنا التي رخصة اثمانها وأصبحت مجانية في بعض الاحيان من اجل متعة فانية. احببت تكاثر اطفال الشوارع و اكتضاض دور العجزة و ارتفاع اعداد المتشردين وسط مجتمع قاس لا مبالي مصيره الى الحضيض. احببت السحر و الشعوذة التي تنتشر كالوباء رغم التقدم الذي نشهده الى ان التخلف لا يقاس بالأزمان ولا بالقرون و لا بالتقدم التكنولوجي. احببت كل الاشياء الخبيثة التي ذكرتها و التي لم استطيع تذكرها لخفاء اعظمها و اقساها جرحا. احببت ابليس الذي توعد بان يظل بني البشر و ان يأخذهم معه الى  حفلته في جهنم خالدين فيها. احببت مرضي و هوسي في البحث عن خلاص من هذا العالم الجميل و النقي و الرائع جدا. احببت ان اكتب بطريقة معاكسة لما اراه امام عيني و الذي اتضح لي بعد تفكير انه اصبح امرا عاديا لا يحرك فينا شيئا كأننا اخذنا لقاح ضد الثوران و كي نظل صامتين كالأغنام يقودنا خروف شيطاني نحو الهاوية . نتبعه رغم علمنا بمصير غير مشرف. هكذا نرى الاشياء امام اعيننا و نصمت و لا نتحرك حتى دموعنا اصبحنا نستهلكها في مشاهدة المسلسلات و الافلام او على حبيب تركنا بدل ان نهديها لمن قتلوا في صمت و ببرود دون اي ذنب. احببت حقا جليد مشاعرنا و موت الكرامة و الضمير فينا. احببت و احببت ويا ليتني ما ولدت لاحب.