خواطر مسائية (بإختصار شديد)


لا تسئلينني كيف أمشي؟؟.. أو كيف أكل؟؟..أو كيف أفكر؟؟.. بل اسئليني كيف أحس, عندما تكونين بجانبي, لأنني أتوقف عن المشي عندما أراكي. وأشبع عندما ألمح ظلك. و يتوقف عقلي عن التفكير عندما تجلسين قبالتي.. كل كياني متصل لا إراديا بك.. هو إلتحام لروحين في جسد واحد. لو استطعت أن أصف احساسي نحوك, سأختصره في كلمتين: لا يوصف.   

خواطر مسائية ( أريدك لي )


لا ضير في دمعة حارقة كشمعة تذوب على الخذ, من أجل من تحب.. أريد من قلبي أن يقشع الضباب عن واجهة حياتي. وأن تظهر ملامح الصورة الصامتة لتتكلم و تتحرك, ككائن حقيقي حي لا خرافي أنسجه من الخيال. أريد ضمة من القلب, أريد حضنا , كبيت دافئ في الشتاء. أريد قبلة أنام بها وأستفيق. أريد حبا يسع الدنيا, اتساع السماء و الأرض. أريد أن أموت بين يدي حبيبتي. لا أن أموت كشجرة و سط صحراء تسكنها الرمال والأشباح.

صوتوا لي


أيها المبحرون على سحب من رماد. صوتوا لي, سأبني لكم ألف قصر, سأجلب لكم من كل أرض نهر, وأعطر سماؤكم كل شهر, وأبناؤكم بعد سبع سنين سينسون معنى الفقر. صوتوا إذن.. بطاقتي لا لون لها, بطاقتي لا إسم لها. سأمنحكم قناطر من ذهب, وأمنحوني قليلا من الصمت. فقد مللت أرائكم. و للسكون استسلمت. أشتريت قلبا ملونا, لكن لا تذب فيه الحياة, ملكته و على جبهتي ليمونة عشق. تتبخر أسقاما في ليالي الغدر, تتناسل في نفسي الأحزان, وتغتصب من ذاتي الألوان. صوتكم نغم يتلون باللعنات, فعاشقت مثلي شهيدة ماتت, تنتقل في ذاكرة الأطفال غرابا. لا يحمل غير السواد. هذا ذهبي وهذه جواهري وأملاكي, هذا قصري, وهذه حدائقي, هذا خدمي, وهذه حاشيتي التي تشبه الدمى المتحركة, كل ما أملكه لن يشتريك. فخارطة الحب تمتد آسى. ووجهي لطخته الكلمات, رفضتني لتنال رضى الغريب, وقد اشتريت لها الدنيا. نسجت لها المستحيل حقائق, وقدمت كل حدائق بابل إليها هدية, فسرقت بسمتي و تركت لي الغبار, وقلبا بالمرارة على فرحتي أغار. لا أعلم أي جنس أنت, أي انسان به تشبهتي. أي سفاح معه تقارنتي, مقبرة أنت لكل الصفات الجميلة. ريح أنت تعصف بكل شراسة بأشجاري. خذي حقي في الحياة, وأترك قلبي بسلام, سأشهد أن السماء تجللها لامعات النجوم, وسأشهد أن السماء طولها الفناء كطي الكتاب, وأن الظلام سيسرسب فوق النجوم, وأن الحياة سراب سراب. فكيف سيتابع رحلته قمري. خذي يا وجه الأشواق زينتك, وأعيد لعصفوري لوحته, سأعدم كل أحزاني. و لن أترك لسحرك المجال. كي لا يسلب عقلي مرة آخرى. فقد سخرت مني وكفى. فكلمة لا للحاكم محال, وأنا حاكمة مملكة النساء. دعيني ها هنا, فلن أسترجع معك ذكرياتي, سأبيعك كما اشتريتك, بل سأمنحك هدية لأول من سيصوت لي. فخذوا بطاقتي التي تشبه السديم. فلن أوشوش في أذن حواء, لتعيرني شفتيها من جديد. المال لا يشتري السعادة كما السماء لا تمطر ذهبا. سأبني أبراجي مبدأ. و لن أعود لطبعي القديم. فخير حب ليس فيه ملوك و لا عبيد.

لحظة تأمل




لكل واحد منا ذكرياته, أحزانه, أشواقه, أفراحه, لكن أكثر ما يأثر فينا, تلك الجروح التي لا تندمل أبدا, مهما ضحكنا أو لعبنا, هناك وقفة نتأمل فيها أنفسنا, نجد حقا أننا ضعفاء, لا حول ولا قوة الا بالله. دموع تنحبس وراء جفوننا, وأصوات تتعالى تريد الخروج, والصراخ والألم يقيدها. وراء ابتسامات, تختبأ أكبرالأعاصيف والاحزان. وضحكات, وعلاقات لا تفيد. نخدع أنفسنا ببضع كلمات, للتخفيف ليس إلا, نرتدي ألف قناع. في لحظة واحدة بمفردنا. كافية لتشيع جثمان كل تلك اللحظات, وفتح الصفحة الواقعية لحياتنا. كتاب قليل ما نفتحه, لكنه حاضر بقوة. قلوب محطمة, وعيون تغرق بالدموع, وآهات لا تسمع, وسخط كبير, ومشاعر مكبوتة, تجمع داخل قلب صغير, لطالما حمل الأطنان والأطنان من المشاكل, و تلقى الضربات, و جرح في الصميم. الحب أكثر الأشياء التي تدمر الفؤاد. وتفرحه في نفس الوقت, تناقض مميت ولكنه رائع, لا أنكر ذلك. تمنيت في بعض لحظات جنوني, لو كنت كائن آخر غير الانسان. لكنت تراب و حجر و شجر و نملة أو حتى صرصور..عندها لن تبكي عيني, لن أتألم بسبب حب فتاة, لن أسئل, لن أحب لوحدي, وأخدع نفسي. سيأتي يوم أنهار فيه. وقد أجن, لكن لن أضرب الناس بالحجارة, وقد انسى للأبد, وأتحول الى عديمة الاحساس, مفترسة متوحشة, بين قوسين ماغولية, وقد أصبح ماكرة, مخادعة مستغلة, لكن لا أستطيع ذلك, لن أتسبب في أدية مشاعر الاخرين, ولن أزيد من عدد الضحايا, سأدخل غرفتي لوحدي, سأنفجر لكن سأدعوا الله أن تنتهي المآسي. و أن يعود الحب الى عهد الصفاء. ويعم السلام في القلوب. لا طالما تكدست بالمشاكل, والهموم, وترتاح تلك العيون من جريان ميائها المقدسة. (أتمنى)

أنا اللتي


بكل تواضع كبير أكتب ما يلي:
- أنا اللتي أوقظت نار الجاهلية, عندما قلت في و جه الجميع, أحبها و بكل جنون, حواء التي داستني نظراتها, ودفنني سحرها, وأنا أبتسم..
- أنا اللتي تحدت آدم, ونافسته على مبدأ الرجولة, عندما صارحته علنية أمام كل البشر, أن الرجولة لا تعني إتقانك لدورالبطولة, بقدر ماهي احساسك و تفهمك لكيان حواء بكل سهولة..
- أنا اللتي قرعت مئات الأبواب, بيد واحدة, وفي وقت واحد, من أجل أن تفتح أبواب العشق العفوي, في وجه من قتلتهم الوحدة, واليأس في إيجاد حب لحياتهم..
- أنا اللتي خطت مجموعة من المذكرات المحظورة, ونشرتها في أشهر المجلات والجرائد والمواقع التي و ضعت علامة قف في و جه المثليين, دون سابق إنذار, رغم الملاحظات التي تقطر شتما وتوبيخا, والموجهة الي تحت عنوان - إذا لم تستحي فصنع ما شئت - و هل الحياء يرغمك على دفن حقيقتك, والتزيف من أجل الناس؟ من أجل أن يقال لك: أنت تستحي فلا تصنع شيء بل إغرق في الحياء يا بطل أنت مهذب؟؟
- أنا اللتي صفعت مئات المرات, من أجل كلمة أحبك يا فتاة, ورغم ذلك لم استسلم و لا زلت أطارد تلك الكلمة بجنون وأصطادها, لكي أقدمها هدية لحواء, قبلت من قبلت, ورفضت من رفضت, والأسوء من ذلك صفعت من صفعت..
- أنا اللتي قلت في المجمع سياسي ذات يوم:
............إذا أنا يوما أردت الحب....فلا بد أن تستجيب حواء.
............و لابد للقلب أن يحن.......ولابد للرفض أن يقابل بالجفاء.
............و لابد لشرفاء القبائل أن....يقدموا اعترافهم بنا بكل سخاء.
............نحن موجودون رغما عنكم...كوجود الأكسجين في الهواء.
فأجابني أحدهم لقد أخطأت العنوان هذا ليس مجمعا للشعراء المجانين, فخذي ورقتك, وارحلي فما دخل السياسة في الحب؟؟ أقول هناك دخل ما دامت السياسات لم تعترف بحقوقنا كمثليين, ولم تزح عنا لقب المجانيين, يا فئة المتخلفين. ما دمتم بنا جاهلين, ستظل الضباع جالستا على عرش الأسود, والأسود سيظلون في السراب غارقين..
- أنا اللتي تدون بإسم طائر العنقاء, القادم من جزيرة ليسبوس, حيث تعيش سافو توأم روحي, لأشارككم حياتي, وأتقاسم معكم أفكاري بكل سخاء فمرحبا بكم في أي وقت.

أنا في مأزق - أوصيك اذن





ارسلت إليها لطلب المساعدة, كنت أحتاج الى من يسمعني و ينصحني, فالحياة أخذت تصفعني و تصفعني على و جهي مرات عدة بدون توقف, حتى خلت أن النحس نقل مقر إقامته واستقر بكياني, وأصبح ظلي الذي لا يفارقني.. اتصلت بها و أنا أبكي من شدة ما أصابني من نكسات.. طلبت منها المجئ لبضعة أيام الى أنها كانت جد مشغولة, لم تستطيع القدوم شرحت لها كل شيء في الهاتف, فوعدتني بأنها ستجد الحل لي.. مر يوم على ذلك الاتصال فإذا برسالة تصلني.. كانت منها تعجبت في بادئ الأمر, الى أن فتحتها وأخذت أقرا:

ابنتي العزيزة أنا جدتك..أسفة لأنني لم أحضر وذلك نظرا لمشاغل الدنيا أنت تعلمين.. أنا أفهمك جيدا فأنت تربية يدي, صغيرتي تذكر أن لكل مشكلة حل و بعد كل ضيق فرج.. أوصيك بهذه الاشياء التي كتبتها لك و اجعليها مبدأ تعيشين عليه و حلا لكل مشاكلك و دفعة أمل قوية تواجهين بها يأسك و فشلك.. هذه مجمل الامور التي إذا لم تبتعدي عنها, ستزيد من ضيق حالك و تصيبك بالكابة و تجر عليك المشاكل و وجع الرأس فانتبه من الوقوع فيها و ابتعدي أكثر ما تستطعين لأنها أصل كل البلاء.. فإقرئ إذن ما اوصيك به..
ابتي العزيزة:
إياك أن تتكلمي في الأشياء وفي الناس.. إلا بعد أن تتأكدي من صحة المصدر, وإذا جاءك أحد بنبأ فتبيني ..قبل أن تتهوري, وإياكي والشائعة.. لا تصدقي كل ما يقال.. ولا نصف ما تبصري.. وإذا ابتلاك الله بعدو ..قاوميه بالإحسان إليه, ادفعي بالتي هي أحسن ... أقسم بالله.... أن العداوة تنقلب حباً ...تصوري!.. إذا أردتي أن تكتشف صديقاً.. سافري معه, ففي السفر ..ينكشف الإنسان.. يذوب المظهر ..وتنكشف الأسرار, و تنزع الأقنعة, ولماذا سمي السفر سفراً.. إلا لأنه عن الأخلاق والطبائع يسفر...وإذا هاجمك الناس وأنت على حق, أو قذعوك بالنقد...فافرح, و ابتهجي, وجعلي من نقدهم لك , وسام استحقاق, إنهم يقولون لك: أنت ناجحة ومؤثرة, لكن بطريقة غير مباشرة..فالكلب الميت...لا يُركل.. ولا يُرمى بالحجارة ..و التافهين لا حساد لهم..
ابنتي الحبيبة:
عندما تنتقدين أحداً, فبعين النحل تعَود أن تبصري..ولا تنظري للناس بعين ذباب.. فتقعي على ما هو مستقذر, وسأحكي لك قصه المعزة والذئب, حتى لا تأمني من يمكر.. وحينما يثق بك أحد, فإياك ثم إياك أن تغدري به, سأذهب بك لعرين الأسد, وسأعلمك أن الأسد لم يصبح ملكاً للغابة, لأنه يزأر.. ولكن لأنه ...عزيز النفس ...لا يقع على فريسة غيره, مهما كان جائعاً.. يبحث, يبذل جهده و لا يتكل على الاخرين, ولا يأكل من جهد الاخرين.. لا تسرقي جهد غيرك... فتتجوري. سأذهب بك للحرباء, حتى تشاهدي بنفسك حيلتها.. فهي تلون جلدها بلون المكان الذي تعيش فيه, لتعلمي أن في البشر مثلها نسخ .. تتكرر.. وأن هناك منافقين, وهناك أناس بكل لباس تتدثر.. وبدعوى الخير ...تتستر ...
تعوَدي يا ابنتي ... أن تشكري...اشكري الله.. فيكفي أنك مسلمة..ويكفي أنك تمشين... وتسمعين... وتبصرين..أشكري الله وأشكري الناس.. فالله يزيد الشاكرين..والناس تحب.. الشخص الذي عندما تبذل له... يقدر.. و لا يتهرب أو يتراجع كالجبان..اكتشفت يا أبتي الغالية..أن أعظم فضيلة في الحياة.. الصدق..وأن الكذب وإن نجى .. فالصدق أخلق... وصفة الشجعان, و اصحاب الشخصيات القوية و مؤثرة..
ابنتي:
وفري لنفسك بديلاً لكل شيء.. استعدي لأي أمر قد يحصل, حتى لا تتوسل لنذلٍ... يُذِل ويُحقّر, واستفدي من كل الفرص.. لأن الفرص التي تأتي الآن.. قد لا تتكرر..لا تشكي ولا تتذمري..أريدك متفائلتا... مقبلتا على الحياة.. اهربي من اليائسين والمتشائمين..وإياك أن تجلس مع صديقة أو صديق يتطاير كالجراد من مكان الى آخر.. لا تتشمتي ولا تفرحي بمصيبة غيرك, وإياك أن تسخر من شكل أحد.. فالمرء لم يخلُق نفسه, ففي سخريتك. أنت في الحقيقة تسخرين من صنع الذي أبدع وخلق وصور..لا تفضحي عيوب الناس.. فيفضحك الله في دارك... فالله الستّار... يحب من يستر.. لا تظلمي أحداً, وإذا دعتك قدرتك على ظلم الناس, فتذكري أن الله هو الأقدر, وإذا شعرت بالقسوة يوماً.. فامسحي على رأس يتيم
ولسوف تدهشين... كيف للمسح.. أن يمسح القسوة من القلب... فيلين بإذن الله تعالى..لا تجادلي...ففي الجدل, كلا الطرفين يخسر, فإذا انهزمنا فقد خسرنا كبرياءنا نحن, وإذا فزنا, فلقد خسرنا.. الشخص الآخر..إذا, لقد انهزمنا كلنا.. الذي انتصر.. والذي ظن أنه لم يُنصر, لا تكني أحادية الرأي..فمن الجميل أن تؤثري وتتأثري.. لكن إياك أن تذوبي في رأي الآخرين..وإذا شعرت بأن رأيك... مع الحق.. فاثبتي عليه ولا تتأثري, تستطيعن يا إبنتي أن تغيري قناعات الناس.. وأن تستحوذي على قلوب الناس وهي لا تشعر..ليس بالسحر ولا بالشعوذة.. فبابتسامتك... وعذوبة لفظك.. تستطيعن بهما أن تسحري, ابتسمي..فسبحان من جعل الابتسامة في ديننا.. ( عبادة ).. وعليها نؤجر...
في الصين. إن لم تبتسمي لن يسمحوا لك أن تفتحي متجر, إن لم تجدي من يبتسم لك... ابتسمي له أنت..فإذا كان ثغرك بالبسمة يفتربسرعة... تتفتح لك القلوب لتعبر..وحينما يقع في قلب الناس نحوك شك.. دافعي عن نفسك.. وضحي.. و بَرِري.. لا تكن فضولية... تدسين أنفك في كل أمر.. تقفين مع من وقف إذا الجمهور تجمهر..
ابنتي العزيزة... ترفع عن هذا... فإنه يسوءني هذا المنظر, و لا أحبده..لا تحزني يا ابنتي على ما في الحياة..فما خُلقنا فيها إلا لنُمتَحن... ونُبتلى... حتى يرانا الله... هل نصبر لذلك..و الأجر دائما للصابرين..هوني عليك... ولا تتكدري.. وتأكدي بأن الفرج قريب, فإذا اشتد سواد السحب...فهي إشارة تقول: ستمطر...لا تبكِي على الماضي, فيكفي أنه مضى, فمن العبث أن نُمسكي نشارة الخشب..و تعيدي نشرها من جديد, أنظري للغد... استعدي... وشمِري.. كوني عزيزتا...وبنفسك افخري.. كيفما كنت, فكما ترين نفسك سيراك الآخرون..فإياك لنفسك يوماً أن تحقري.. فأنت تكبُرين حينما تريدين أن تكبُري...وأنت فقط من يقرر أن يصغر, وإذا أردت إصلاح الكون برمته, سأقول لك... لا ... أرجوك
لا نريد أن نفقد الشر, تخيلي أن الكون من غير غشاشين.. ومن غير كذابين..و المنافقين..و الحاسدين..كيف سيعيش الشرفاء... ومن أين سنقتات ؟؟ وكيف سنكون نحن.. الأميز والأشهر..من دونهم..
قررت أن أربيك وأنت لا زلت صغيرة ..لتكوني أعظم شخصية...ولو قلت يا جدتي لماذا بدأت باكراً, ستكتشفين أن الإنسان لو كبر... لن ينفع معه إلا معجزة ليتغير, ما لم هو بنفسه يتغير.
ابنتي و نور عيوني ..أوصيك بأن تحفظي هذه الكلمات بقلبك و طبقيها..لا تجعليها حبيسة مسودتك, فما نفعها اذا لم تتطبق؟؟ و انظري بعينيك كيف ستتغير حياتك , وأهم من ذلك كيف ستتغير شخصيتك.. سأودعك الآن يا حفيدتي الغالية.. على أمل أن تقومي أنت بزيارتي.. و تذكريني في دعائك و صلاتك, فليحفضك الله تعالى من كل كرب و هم.. و لا تجعلي الدنيا في قلبك.


تجربة حب - صفعة آخرى



- سئلتني ذات يوم عن إسمي, عن عائلتي.. عن مسكني وموطني, عن نمطي وطريقتي في اللباس والأكل والتفكير.. سئلتني عن برجي و عن أفلاكي, عن أحلامي, وتوقعاتي. أخذت تسئلني عن كل الأشياء, حتى أخذت معها كل الأشياء. لا أعلم ما هو الذنب الذي إقترفته حتى دعيت الى التحقيق؟؟ رائعة بل هي أصل كل رائع, على نغماتها ولدت كلمة الروعة. سئلتها بدوري, فأجابت, فتحت لي أبواب بيتها, و منحتني الحياة, لم أحس في حياتي, بالسكينة و الإطمئنان حتى فعلت ذلك اليوم. عندما قادتني أقدامي الى بابها, فطرقت بدون أن أتردد, فتحت الباب, ومعه فتح قلبي و لم يعد بعده يريد أن يغلق. ابتسامة.. خطفت أنفاسي الى عالمها الخاص, و ملامح شتت و بعثرت وجودي أمامها.. لطيفة معي, تتكلم وثغرها الحلو لا يمل من الإبتسام. تنظر بعينيها الخضراوتان الجميلتين وكأنهما جنة من جنان الدنيا, التي لم يطأها أحد. شفتيها آه من شفتيها.. عجزت عن الكلام, عن الوصف حتى عن التخيل, لم أدري أي قدر هذا الذي رماني إليها, وكيف و متى و أين لا أعلم.. لا أعلم شيئا سوى أنها جاءت أمامي لتوقظ الإحساس فيّ , بعدما كنت صخرة ككل الصخور التي تحيط بي, استيقظت و قد التهمت الوقت بشراهة, و لم أستريح حتى لأرى كم الساعة. أخذتني الى عالمها من جديد, و أنستني من أنا, حتى الكلام.. ضاع مني فمي و سط الذهول, فبماذا سأجيب تلك الرائعة؟؟. أبكي أيامي التي قضيتها بعيدتا عنها. و كم بكيت حتى جفت دموعي فأصبح قلبي من يبكي.. حقنة الحياة بل إكسيرها. الهواء الذي أتنفسه, الماء الذي أروي به ضميء, الطعام الذي أملء به جوفي, بل صلاتي التي أغدي بها روحي.. كل الأشياء التي هي في الأصل كانت ملكي.. أضحت بين ليلة و آخرى أشيائها.. ملكتني, أخذتني, بعثرتني, ثم سحقتني, وبعد كل ذلك صفعتني, وتركت لي مئة سؤال و جبل من الغموض, فكيف يا صديقتي, استطعت فعل كل ذلك بي, يا من أغوتني ببرائتها ثم صفعتني وانسحبت؟؟

الأحلام البنفسجية


أحلامي البنفسجية تنهار. وأفكاري الرمادية تتطاير لتحلق بعيدا.. فماذا بقي غيرالسراب. ومن خلال السراب فتحت عيني لأرى نفسي من بعيد, وهي تركض بسرعة جنونية نحو الأفق البهيم. والغريب في الأمرأنها تعلم المصير الذي يؤدي بها إلى تلك الطريق..أردت خوض التجربة, و ما أعدت التفكير في النهاية التي سأرث خيبتها طول حياتي. لم أفكر في الثمن الباهض الذي سأدفعه, و جيوبي خاوية. فكرت.. سأغامر, سأراهن بكل ما أملك لخوض تلك التجربة. هي حياة واحدة لن أظل دائما أختبئ وراء أسوارالخوف كالجبانة.  وما الغرابة ما دام عمر الإنسان يتناقص و لا يزيد. وما الدهشة ما دام هناك متوفي و وليد. الحياة تستمر, والأقدار تتناثر كحبات الرمل الصفراء. والغرابة كل الغرابة أن ما بنيته من تصورات تحت اسم كان صار, ومدينتي الفاضلة أصبحت مجرد آثار.. فماذا بقي لي غير السراب الدامي. أعيش حياتي تحت ظل علامة التعجب, حتى صارت لغتي عبارة عن أسئلة والغاز. أسست مملكتي و وضعت لها إسما يليق بها.. إمبراطورية لماذا؟؟ ولماذا التعجب, ما دام اللأمل ولد من رحم اليأس. والنجاح من دوامة الفشل. و لا غريب ما دام الخير و الشر آخوان شقيقان. وتجارب حبي باءت بالخسران.. لا عجيب و لا غريب, ما دامت الأشجار تنمو و سط الصحراء. و لا غريب مادام نصف و جهي لا يشبه النصف الآخر منه. و الأكثر من ذلك كيف خلق الإنسان.. ليس هذا بعجيب ما دام الهدوء يؤدي بك الى الثوران.. والحب يجعلك تكره بشدة من بكت لأجله العينان, وسهرت لأجله الأجفان. فلا احتمال و لا حتى كلمة - لا يمكن- يمكن أن تضيفها لقاموس الحياة. فلا غريب أن أحب فتاة مثلي. فلا شيء في هذه الدنيا لا يمكن أن يحدث, ما دامت أحلامي البنفسجية لم تتجمع بعد, وأفكاري الرمادية لم تعد, والسراب الذي حولي لم ينقشع. وصورة حواء من ذاكرتي لم تمسح.

غرفة بلا قلب



لطالما كرهت وحدتي. وتواجدي في غرفة, لا نوافذ فيها سوى مخرج واحد وهو الباب. لا مكان لي سواها. ألجأ إليها لأمزق أحشائي ألما و حزنا. و تارة أعيش لحظات طفولتي الهاربة, وشغبي, وتارة عزائي ونحسي. أبكي بصمت يصرخ بقوة داخل كياني. حالتي المزاجية كجميع الفصول. تتقلب في يوم و ليلة, تمزج بين رعود الشتاء, وبين براءة الصباح الربيعي, وبين شمس الصيف الحارقة, وبين رياح الخريف الباردة والموحشة. أتأمل نفسي, أنظر الى المرآة وأرى ملامحا تثير الشفقة, وتبعث على الجنون والضياع. غربة في المكان والزمان, غربة في الحب. والحياة تكاد تشنقها الشتائم و الوعود المخيفة. ورائحة الغرفة يملئها الإختناق والعدم. من خلال المرآة أحاول صياغة فرضية حول مشكلتي. وسلوكي الغير المقبول. أحاول نقد ذاتي, لكن لا أستطيع رؤيتها من منظوري. أحتاج شخصا ما يقف الى جانبي يخالفني الرأي, يخاصمني, ويحبني حقا. يبحث في ذاتي عن ذاتي. و يفتح مغالقها, ويكتشف أسرارها و عقدها. و يخرجني من غرفة بلا قلب. من جسم بلا روح. لكن للأسف لا أستطيع الثقة في أحد. لا أستطيع إدخال أحد الى حياتي. فآنانيتي و نرجسيتي تقتلني. تحبسني داخل زنزانة الرفض. رفض أي دخيل على حياتي. رفيقة دربي تغار من الاخرين, تسخر دائما من أصدقائي و رفاقي, تحاول ابعادهم عني, تبحث دائما عن العيوب في الاخرين كي ابتعد عنهم. تجعلني أبحث عن توأمي عن ذاتي المفقودة لوحدي, وبعينين مغمضتين. تلفقني تهمة الغرابة والبشاعة والانانية والحزن الدائم, تجرني الى الركن المظلم من غرفتي, حيث تبكي الجدران مصيري. لأحد يستطيع مشاركتك الآمك و لا أحزانك كما تفعل أنت بنفسك. لا أحد يبكي بدموعك, أو يتألم بقلبك و جسدك, فقط طقوس وعادات تعلمناها من أجدادنا, للتعبير عن المواساة للاخرين. لاأحد يستطيع أن يفرح و يصرخ كما تفعل أنت. لذلك تعلم أن تعيش مع ذاتك و تحبها. وتفهمها, وأترك لي غرفتي لأنها الوحيدة التي و افقت عليها ذاتي. و منحتها بطاقة المرور الى أرضي. سأظل وحدي فهذا مصيري , وستظل هي غرفة بلا قلب.

أيام الطفولة


صغارا كنا, برائتنا تشتت, وتغطي نبع شقاوتنا, ومشاكلنا كلها كانت تحل بدمعة واحدة, لحظة بكاء كافية لتريحنا, لنبكي, فيجتمع حولنا الكبار, يمسحون دموعنا, يمطروننا بالحب والحنان, اذا ما ركبنا حصان العناد و تمردنا حول المكان. وأزعجناهم بمقالبنا وآثرنا الفوض, غفروا لنا و سامحونا, بكل بساطة, فنحن ملائكة في نظرهم, وفلذات كبدهم, نحن نغمات فرح  وسرور تبعث في الأرجاء الطمئنينة, وتعطي للحياة معنى و تفتح الأعين على نعمة كبيرة, اذا ابتسمنا نشرناها عذبة, فآمتدت لتصل عنان السماء, و اذا بكينا ا تجهت كل الأنظار إلينا, وتسارعت الخطوات لإيقاف البكاء و جعله ابتسامة من جديد.. و اليوم كبرنا و كبرت مشاكلنا, كظل لا يلبث يترك صاحبه. تغيرت معاملتهم لنا طالما أن قسمات وجوهنا قد تغيرت, وأجسامنا أخذت تنمو و تصيح, صيحة أنا هنا انظروا إلي.., لتبحث لها عن تفسير. ظلت دموعنا حبيسة ذواتنا, لا تخص أحدا غيرنا, لم يعدوا يرون منابع دموعنا, فلا أحد يعلم أن البكاء الحقيقي هو عندما نكبر حقا, نبكي بصمت كل لحظة مرت أمام أعيننا و لم نفعل شيئا, سوى الإنتظار, لحصول المعجزات, نبكي الآلمنا و عطشنا و لهفتنا و حنيننا لتلك الأيام. لم تعد العصافير تحلق في سماء أحلامنا, كما أن نسيم البراءة لم يعد يهب في كل صباح. بصراحة لم أعد تلك الطفلة ذات الخدود الحمراء, و ظفائر الشعر الطويلة. أصبحت كبيرة بحجم أيامي التي فاتت, فلتودعني أيام طفولتي, و لتصبحي ذكرياتي الحلوة, و يا مرحبا بأيامي الجديدة, وبجسدي الجديد.

ورقة و قلم رصاص


في اليوم مئة سؤال. وفي المئة سؤال هناك جواب واحد. والجواب الواحد لا يكفي, والتساؤلات كأنها بحر هائج, عاصفة قوية, وغاضبة, هائجة متمردة. الرأس يدور و يحوم, ويبحث عن المضمون, كيف و قد تكاثرت في بيئة الشك الضنون. وأصبح العقل جهازا عاطلا, وصندوقا فارغا. تملائه الأكاذيب والأوهام. وتغوص الذاكرة في الأحلام. ويضيع الامل, وسط دوامة الفشل. الفرح يبكي, والحب ينتحر في الارض. كل شيء من حولنا يندثر, حتى ذاتنا تنصهر و ربيع قلوبنا, أماته فصل الشتاء الذي لا ينتهي.. حرة لو لى قلمي, فكل ما تبقى لي قصائدي و ورقة, وقلم رصاص.. شاعرة هكذا خلقت, ويدي لم تعرف سوى حمل القلم, وملئ الجنبات الفارغة, من هذا العالم الفارغ. أكتب ما لا أستطيع البوح به بأعلى صوتي.. أعبر بسلاسة ووضوح, في الورقة لا غير. لساني عاطل عن العمل, أكتفي بالنظر والكتابة حتى الثمالة. حتى الإغماء.. أفكر وأدون, أحس بأن حياتي قصيرة, فلماذا لا أترك و رائي, عزائي و بضعة حروف؟؟ ومن خلال تلك الحروف أكتب: )إحتمل فالغيث آتي.. مهما طال الجفاف)

علامة إستفهام ؟


أين أنا؟ أين ذلك العالم الطيب؟ أين تلك العيون البريئة؟ أين إختفت المشاعر الصادقة؟ يا تراه أينك أيها الحب العفوي؟ كلها أساطير, كتبت في الهواء لتطير.. أصبحت و حدي, تاهت مني خارطتي.. أنا تائهة, محبطة.. مبعثرة.. وجودي تسبقه أفكاري, امنياتي تسرقها حياتي. وحبي سافر و لن يعود. وليس كل مسافر يعود. فاخبريني.. متى تنكسر القيود.. وكل شيء لعهده يعود.. أم ستبقى مجرد حلم و مئات الوعود.. اذن لا يهم, فقط لا ترحلي أنت. وإترك كل شيء للقدر.

خودي راحتك


ما هو إحتمال حبك لي؟ ما هو مدى حبك لي؟ هل تستطعين العيش بدوني؟ هل تقدرين على نسياني..هل تستطعين النجاة من مقبرة حبي؟ كل الأشياء من حولك تذكرك.. كل الأصوات والكلمات والهمسات, تحرك مشاعر حبك الدفين.. تذكرك بي.. كل اللحظات والنظرات وكل الأسماء.. تذكرك بي.. فلا مفر من الإعتراف به. آجلا أم عاجلا صوتك سيتمرد. سيطلق الآهات والعبارات. سينفجر غضبا, ستتكلم الرغبة فيك يا بنت حواء. ستخرج من جوفك حارة كلهيب نار, أوقدتها لمساتي. حبك الذي قتلتيه بعنادك, إعلمي أو لا تعلمي, فذات يوم ستعودين.. وبحبك ستعترفين, فلا تتعجلي يا آنستي ( خودي راحتك)

الفرق بيني و بينك يا صديقتي


يا صديقتي: هل تعرفين الفرق بيني و بينك؟
إنه الفرق بين احساسي و عطفك..
إنه الفرق بين خيالي و عقلك..
إنه الفرق بين عاطفتي و صدرك..
إنه الفرق بين عفويتي وشكك..
الفرق بيني و بينك -يا صديقتي- هو أنني لا أنام و لا أحيا, ولا أطمئن..
الى بجانبك و إنني أرى الوجوه في وجهك..
الفرق شاسع, فأنا لا أستطيع أن أعيش بدونك..
أما أنت فلا تكثرتين بمشاعري, و لا ترأفين بحالي..
فكيف سأستمر في حبك؟؟.

أحبك


أحبك مثل الأشياء التي لا تتغير..
أحبك مثل ضوء الشمس حين يداعب أوراق الشجر..
أحبك حبا أقوى من صلابة الحجر..
أحب عينيك لأنهما نبع دهشتي وانهياري..
أحب و جهك لأن فيه براءة الصباح..
أحب ابتسامتك, لأنها بالنسبة لي نبض الحياة..
أحب غضبك لأنه مثل الريح التي تصرخ ثم تنام..

Always


Always the sky is raining
Always the heart is broken
Always the brain is thinking
Always the eyes are looking
Always the lips are smiling
Always the time is stopping
Always the dreams are swimming
Always the life is renewing
Always the lovers are leaving
Always the human are dying
But my..I always will love you
Forever I WILL NOT BE changing

Run Away




Run Away
I can't see your shadow
Dark night
I feel alone with my lie
Slings and arrows are fluing
Are kelling me inside
I can't accept the simpel love
She's an angel just loke a dove
I try to hold on
Maybe i try
But the voice my desperat cry
Feeling me so sad
And the death is soon
The Eearth is a voice
Speaking to my mind
I wish to forget all my own troublels
And leave them behind
Mu last girlfriend said:
Treat yourself
Take all the pain
Be yourself
Swimming in the blue rain
One day it end
One day we die
Blieve what you will
That is your right
That is realy a strong light
In my life you are
Not just like a beautiful car
Or angel bare
You are a miricale
Without you
I lost my soul
I can't find my heart
Is my heart sleeping somewhere cold
To day i run away
Somethimes i feel like giving up
Who needs cheering up
So that forgeting our own pain

Someone walked away from the dark
Walk on out
Alone just alone
My love is gone
My heart is gone

But Im smiel..this is not THE END

كانبغيك



حبيبة ماتصوريش قداش كنموت عليك
كنموت ميات مرة في اليوم باش نشوف عينيك
عمري ما حسيت بالدنيا حتى جيت بين يديك
لساني هرب مني و شحال من مرة ما قدرتش نعبر ليك
كلمة كنبغيك أصعب كلمة نقدر نقولها ليك
و لكن عينيا فضحوا سري لعنيك
خليتني نرجع لذاتي باش نعيش غير ليك
خليتني نسى راسي و نبدا نفكر فيك
آخر حاجة نقدر نقولها ليك
نحمد الله لي عطاني لسان باش نقولك
كانبغيك.

العنقاء المغربي

الغجرية


أمامك..أرجوا دائما النجاة من أول نظرة, فأنت و الله غجرية, لم أرى مثيلا لجمالك و سحرك الذي يشتت تفكيري. و يضعني في خانة البلهاء... كتبت من أجلك على الجدران, شعرا, وإسمك فيه, نغمة كلها قوافي,. أصف فيه دلال حسنك, فلما أردت أن أهديه, لم يخطر ببالي أحد سواك, جعلتني أهلوس, و أتوه عن العالم. وأسبح في متاهات السراب وحدي, لعلني أجد نفسي..أبحث و أبحث فلم أجدها, إلى في سماك. فمنك كانت أول لمسة جريئة, ومنك كانت أحلى وأشهى همسة, و منك جاءت ألذ قبلة. أنت مسودتي و مفكرتي و بطاقة تعريفي. ففي حضنك غفوة, كلما توسدت صدرك الحنون, وجدت فيه طيفي المجنون, يسبح في أفق السكون, يعزف أنغاما شذها الشجون. تتيه في حضورك الكلمات, وتتبعثر حائرة تبوح لك بالاسرار, دون توقف, وعلى محياها احمرار الخدود, وطيش المراهقة, فنحن يا غجريتي الساحرة, أكبر من عاشقتين, بل و أكثر من حبيبتين, سأظل أكتب عنك دائما, قصائد حب و حنين, فأنت حبي الوحيد و أملي المفقود, وسط زحمة التمني, وأول دمعة على خذي تسيل, فكلما سقطت على الارض, انشطرت الى الآف القطرات, فكنت حينذاك, حبيبتي و أختي و صديقتي, حينها أشتاق إليك. كما يشتاق الأمس لحضن الغد, وكما الغد يشتاق لعناق الأمس, وأحن إليك كما يحن الليل لضوء القمر, وكما القمر يحن لتوسد الليل. غجريتي, جمالك فاق الكون رونقا, وعطرك فاق الزهر فوحا, أبعد كل هذا يمكن أن أنساك؟؟؟
دمت في قلبي عرشا. مهما عصفت به العواصف و دمرت لزورقه المجاذف, فلن يقتلع كرسيه من على قلبي, و لن أرحل عنك أبدا, لن أودعك بباقة ورود, أو برسالة قصيرة, أبعثها لك من هاتفي النقال. فأنت مرآة تعكس وجهي, و تطرد شبح النسيان عن دربي, لتظل على صفحات ذاكرتي, لوحة لن يغطيها الغبار. فأنت أسطورة خالدة, وسيدة كل السيدات, لا يمكن تشيدها الى بالكلمات. يا غجرية أنت, يا عشيقة عمري, و خليلة فؤادي. أحبك بجنون.

حبيبتي .. طريقي المختصر الى الجنون


حبيبتي لا شيء يهضم حبنا كالليل. فنحن بالنسبة له حوافر خيل, نمتد فوق سريره كالسيل. نقرأ قصائد حبنا و نختمها بالعناق والقبلات. ونترجم سواد الليل بالعشق في جهازنا العصبي. فتمر بخاطري ملايين الأزهار. والورود تحدق بعينيها. وتشير بأصبعها نحوك. لتحاكمي بجريمة قتل محبوكة. ضحيتها شفتاي البرئتين. و وقت الجريمة, حين يودع القمر الحياة ليولد من جديد, ويعانق السماء بعد فراق طويل, ويا ليته كان أنذاك ليكشف جريمتك الحلوة لجميع الأزهار التي كانت, والتي جاءت, وأما العصافير فتنتظر مجيئك لترشك بالألحان, و تقف صفوفا لتظهر الطاعة والإمتثال, ولولا الليل. لكانت من المحال, فالنجوم أخذت تتسابق, لتطل علينا من النافذة, ففضولها أقوى من الكلمة, تسرق النظر من محفضتي و تتهمني بالخيانة. لم أشاء أن أبدأ الإهانة, لكنها علمتني عبور الأجسام, بغير بطاقات المرور, تطاردني لأمنحها الأسرار, فالليل حرمها النظر, و بث في نفسها الجزع. فهل حقا كل نجمة تسقط, تصبح فراشة من نار, و لا تستطيع الى الفضاء رجوعا, هكذا أخبرتني حبيبتي, ورأسي في حضنها يتموج, و يدها تسرح في شعري, ترسم من خيوطه لوحات, و نشوتي الحارقة تزداد, وجسمي للمساتها أعتاد, تلك اليدين الناعمتين أصابت جسمي بالثوران, وشفتيك و شمت على صدري مئات القبلات, و الليل يشاهد في صمت استحواذها على عرشي. و أنا أصارع تلك الشفتان, والليل يشاهد في صمت استحواذها على عرشي , فالسماء بدأت تتغير, والليل لا حت على وجهه تقاسيم التعب, وبدأ النوم يعاكسه, ويستميل قلبه, أما جميلتي فكانت لي غطاء, وكنت سريرها, نبني من جسدينا جسرا تعبره اللمسات والقبلات, و الليل بدأ يودعنا, فالفجر أغضبه السواد , أعلن الحرب, فوجه ذاك الرضيع , اعتقله النوم و عرفت عندها, أنني سأودعها لأنام, وأرقد بسلام, و في فمي رحيق شفتيها.

جسور الحب


أنا المطرودة, والمهجورة, والمنفية, صار الآن عندي بيت, وليس بندقية, بيت استأجرته يطل على طريق سيارتك, بيتك أيضا, على بعد ثلاثة شوارع, وعشر بنايات, وتلاث شجيرات, بيتك أجاوره و أحاوره. كم بيت تألفه الفتاة, وما حنييني سوى لآخر منزل يجاور منزلك و وما أنا سوى نزيلة. وكل البيوت التي سكنتها لم تكن سوى حجرات في فناذق. وطبعا لك منزلة خاصة في قلبي. وقلبي أوسع صالون لأجمل أريكة. ارتاحي قليلا, لأغازلك بكلمات عطر. وما عطري سوى الكلام, سوى قصائد أنجبها سحرك. مطبخك على بعد أكثر من فرن غاز. ملتهب بحروب سابقة و لاحقة, ماضية و آتية من أجل الفوز بقلبك. و ما أنا سوى قناصة تطل على شرفتك. أنتظر خروجك لقنص ابتسامة و أقول كم كان الصيد و فيرا.
مطبخك على بعد ملعقتين من هواء أرتشفه. و على بعد ألف سكين و سكين في جوارير البنيات. تنهض من نومها الى عملها في الذبح و صيد المئات من القلوب. بيتك يساكن بيتي. يجلسان, يتحاوران, يتجادلان, حتى أسمع ثرثرة الجدران التي تحاول الخروج من بيوتها. هنا الجدران العاشقة. تحاول الإفلات من جحارتها, الهروب من الإسمنت, الفرار من الكلس, لتعود المياه فقط الى مجاريها, وأن يعود الحب وارفا بالإخضرار.
يحدث لكاتبة و شاعرة مثلي. وطبعا ليس كل الشعراء مجانين. أن تحول الحجارة الصماء الى قمح للعصافير المحلقة في السماء. أستطيع تحويل البنايات المقابلة الى سلالم أتسلقها درجة درجة, سطحا سطحا, وأصل إليك.

أحبك أيتها الانثى الغريبة


آنثى جاءت الى الدنيا. بعينين برئتين , وشفتين حمراوين, كإحمرار الورد في أول أيام الربيع. كإحمرار الدم الساخن في عروقنا. شعرها أمواج ذهبية تتطاير مع الريح. تجيء و تمشي. وتحدث في المكان السحر والدهشة. خدودها منحوتة. دقتها الملائكة على جبل من الماس. وجودها معي يحيرني, يبعثرني الى أشلاء ترفض الإلتحام. أجدك و حيدة رغم الأشياء الكثيرة التي تحوم حولك. التي تتحرك و تخبرك بأن الحياة موجودة. الجسم هنا والعقل أين؟ هل العقل هوالغائب أم الروح؟ أم أنه القلب المجروح. فكآبتك  واضحت, كوضوح الشمس في الظهيرة. من فعل بك هذا؟ لا تحزني فلكل مشكلة حل. أتمنى فقط أن تصارحني. فصمتك مرعب ومخيف. يشعل بداخلي نار الفضول. حول حقيقتك الغامضة, يا ترى ماذا أصف فيك؟ هل أصف جمالك الساحر الذي لا يصدق. أم داخلك الذي يحير. غموضه يشبه ظلام الكهوف. ألتقيتها صدفة. فعرفت منذ ذلك اليوم أن خيطا رفيعا يربطني بها. لذلك لم أبتعد عنها كل تلك المدة. رغم التباعد الحاصل بيننا. عندما نجلس لا تتكلم الى قليلا. وعندما تنطق. أقسم أن الدنيا من حولي تتلاشى و تتقلص الى لا شيء. و طبلة أدني تتفتح كالزهرة عند أول طلوع للشمس, لتسمع حتى همس شفتيها. و كم عشقت تلك الشفتين حتى النخاع. نظرية تحوم في دفاتري تبحث عن فهم وتحليل. ومن أين لي بذلك الذكاء حتى أستطيع صياغة فرضية وجودها معي, و لماذا أنت؟ ومن أنت يا ترى؟ أنا لا أحسبك من البشر. بل ملاك نزل الى الأرض. تائها لا ملجأ له سواي. حسننا كم أعشق  وصفك و ملاحظة كل تحركاتك و تصرفاتك, المتصلة ببعضها , كسلسلة صنعها أكبر تائه على و جه الأرض. عندما ألتيقنا بدا و جهك يطلع من الضباب. شيئا فشيئا. لم تتكلمي بل أدرت رأسك. إستمعت الى صوت عروق رقبتك. أطلت الصمت حسبتك حينها من النوع الكتوم. الذي لا يكثر الكلام. تنحيت و ارتديت عباءة الصمت مثلك تماما. حتى لا أحرج. وكان الصدأ قد لفني من كل جانب. ملاك ملاك.. إستمعت الى صوتك وأنت تنطقين بالإسم. فبدا الصوت مدهشا لك. أسندت جبهتك الى يديك. و كأنك تحاولين إنتزاع الكلمات من تجويف الرأس. و يظل و جودك مسنودا على يديك لفترة قد تطول. لم تجدي في الرأس ما يمكن إقتلاعه من الأفكار و الكلمات و الحكايا... إنسانة غريبة حقا. لكن غريبة بشكل ساحر. كنت تهمسين, و كأنك قد ركبت فوق شفتيك كاتما للصوت. يخفض من صوتك بعد النطق بالكلمات. لدرجة أنه يصبح من الصعب و صولها الى آذان الأخرين. لكن أسمعها بداخلي تتغلغل كضوء الصباح عندما تشرق الشمس. تصغين الى صوتك الآتي من بعيد. المغلف بصدى الكهوف القديمة. تحاولين الإمساك بطفولتك الهاربة. والتعلق بأيام العفرتة و الشقاوة. تلك اللحظات المجدولة من فصوص السكر و قوالب الشهد. أما الآن فأنت آنثى تقطر الأنوثة من أعلى رأسك حتى أغمس قدميك. شموخ وعزة نفس, وخجل يقتلني. من أنت يا ترى؟ كيف دخلت عالمي؟ من أي باب إستطعت النفوذ منه؟ لماذا تتصرفين بتلك الغرابة معي؟ نصف ميتة كنت. تموت الكلمة الوحيدة على شفتيك أثناء محاولة النطق بها. و لا تخرج أبدا. تحاولين التحليق بجناحي زغلول لم يكسهما الريش بعد. زغلول ينام مسترخيا في دفء عش الأم و تحت باطها. عندما تكونين حزينة تبدين مقطبة الوجه, لا تعرف الابتسامة طريقها الى وجهك. حتى لو أجبرت نفسك على الضحك. فإن مشروع الضحكة, كان سيرتد الى داخلك. يجوس في تجاويفك و لا يتجه الى الخارج. و كنت أراقبك و أنت تغرقين في الحزن. وأغرق معك. أجدف لي و لك كي نخرج معا من ذلك البحر العميق. لم أحب في حياتي إنسانة كيئبة مثلما أحببتك. عشقت ذلك الحزن البادي على ملامحك الساحرة. عشقت تلك الدموع التي تنزلق عبر خدودك, والتي أجزم بأن ملوحتها تشبه طعم السكر الحلو. كلما هممت بمسحها بيديك. مسحت معها كل أيامي, بماضيها و حاضرها. أحس انني أحتضر بين دراعيك كلما حضنتني. و هذا سر تفوقك على كل الإناث في عالمي. أراك قادمة نحوي يلمع في مقلتيك بريق هادئ. وتحط عصافير الكون على رموش عينيك الطويلتين. وأحس عندها بأن جسمي يتحدى الجاذبية و يعلو كلما أطلت النظر. يا إلهي كيف جمعت كل تلك المحاسن والصفات الرائعة في أروع إنسانة. هل هي معجزة؟ حاولت التحليق فوق سحاب سمائها. لكن جناحي ضعيفتين أمام نسائمها. ماذا أفعل؟ جن جنوني. أظل أرقص وحدي و لا أعلم لماذا؟ و تضحكين أخيرا. فتضحك الأشياء التي من حولك. بل الكون كله يضحك. رغم المشاكل التي تعيشنها تحزنك أجل, لكن فجأة تبتسمين لها. ابتسامة قبل النطق بالكلمات. ابتسامة قبل نزول الصمت. يا لقدرتك على الابتسام, وأنت تمرين بمواقف صعبة. قطع من النور تضئ ظلال و خفايا ليل جمالك الجميل. جسدك المشدود على قالب من الجمال. سمراء كأنك قطعة نساها الليل و مضى هاربا أمام النهار الذي جاء قبل أوانه. عندما تتفتح شهيتك للكلام. لا تشبهين الاخريات اللئي يئنن و يكثرن الحديث, وكأنهن إبتلعن كل راديوهات العالم. أما أنت. تبتسمين و تحركين شفتيك في هدوء و لا تقولين أكثر من جملتين أو أكثر. أفهم منهما الكثير. بدوت يا ملاكي تائهة في  ذكرياتك, البعيدة والقريبة, ربما كنت تحاولين إقامة بيت في الهواء. أو تسندي جدران عمرك حتى تقينها من السقوط, أو أن تكتبي ردودك على الاسئلة الموجهة إليك. على وجه الماء. أعلم أن قصتك مطمورة في حبه الفؤاد. وفي أبعد مكان عن حنجرتك. أحس بك بذاخلي, وكانك روحي. لكن لا أحمل في يدي ذلك السر أو الحل العجيب الذي سيخرجك من أرضك السرابية. سوى قلبا كبيرا مشبعا بحبك الابدي. هو رجائي و عزائي و هديتي لك. أنت الانثى الغريبة التي تجري دمائها في عروقي. و تعيش قصتها بداخلي أنت حب الحياة التي ظلت نفسي كل هذه المدة تبحث عنه.

أريد الإستقالة من حبك يا حواء


دامت قيلولتي لمدة أطول هذه المرة. إستطعت بعد خوض معركة طاحنة مع نفسي. أن أبتعد عن جنس الإناث. كي أرتاح قليلا...
سأتكلم الآن عن جزء من شخصيتي, كبوابة لتتعرف الإناث عني.  شخصيتي عبارة عن إثنتين في جسم واحد. يتقاسمني فصلين, الصيف بحرارته و جموحه وحبه للحياة, و الخريف بصمته و هدوئه وإتزانه, و وحدته.. أنا شخصية معقدة و غريبة جدا عن عالمها. أكثر ما يحبني به الناس هو هدوئي و غموضي و جاذبيتي التي لا أعرف مصدرها الى الآن؟؟ كنت بطبيعتي أميل الى الرومانسية التجريدية, والى الفن المعقد الغريب الأطوار, الى الأشكال و الأقوال و الرسومات الغريبة. خلقت بداخلي عدة مواهب كان أهمها و أشهرها, هو تلاعبي بالجمل والكلمات, وصياغة فرضية الجمال والحب, من حروف المعاناة.. أعبر عن نفسي بكل صراحة و سلاسة. لم أخفي يوما مشاعري لأحد كيف ما كان. حتى لو كانت مشاعر الكره. صريحة في مشاعري, غامضة في شخصيتي تناقض صارخ...
استسلمت كليا لذلك السبات. أعبر المستحيل من دروب الخفاء. ألتزم الصمت. أكتفي بالنظر و الرؤية. لكنها رؤية ضبابية, عندما أحدق من قريب.. لواسطعت أن أنظر الى الأشياء عن بعد. أن أراها بطريقة أكثر عقلانية, لما سقطت مرارا و مرارا ضحيتك أيتها الانثى. لما عشقتك لوحدي, وكأن قلبي محيط يتسع لكل إناث الارض.. آه من كلمة الحب. تخنقني.. تشنقني حروفها من الألف الى الباء. مسكينة أنا دائما أحب من طرفي و أتعذب لأنني بكل بساطة ساذجة. أسقط بعد كل نظرة, أو إبتسامة, أو لمسة. هكذا أنا مغناطيس للإناث. كل الأنظار تتجه نحوي دون قصد مني. حتى لو كنت غائبة عن سكان الأرض. ترمقني الأعين الشاردة والحاضرة , دون أن أعلم لماذا؟ وما السبب؟ أهرب و أظل أهرب. وتلك الأعين تلاحقني . لأملك طاقية الإختفاء. لكن أملك سلاحا, وهو كلمة مرحبا.. بالاغريقية القديمة التي لا يفهم معناها أحد.. فقط الملائكة.
حواء أنا, وأنت, وهي, وتلك التي تنظر, و تقرأ, وأظن أنها لم تفهم شيئا. لأن كلامي شبه مبهم, غامض بعض الشيء. فهو صادر من سيدته. أغلى ما أملكه في حياتي هو قلم و دفتر أدون فيه أفكاري أسراري وفضائحي, وحتى أحلامي. تلك التي حققتها والتي لم أحققها. فإن حصل يوم و كتبت شيئا و قدمته بإسمك, فهذا يعني أنني قدمت حياتي و جزاءا مني لك. لا أملك من هذه الدنيا ذهبا.. ولا مالا.. ولا ألماسا.. ولا جواهر.. ولا عقارات. لكن أملك حروفا وكلمات, أصوغها من ماء الذهب, وأضع فيها قلبي و روحي وعمري, وكل ما أملك من صدق و حب و عطف. أضع فيها حياتي بأكملها. منتهى السخاء لدي هو تقديم هذه الكلمات إليك لتشاركيني ما أحسه. حواء  ورقة سقطت من الجنة. لتنشر في الأرض الجمال والنقاء. آنية مزجة الخير و الشر معا شرابا لم يستطع أن يمتنع أي من البشر عن إحتسائه, بحلوه و مره. فقط تذوق العذاب وأغمض عينيك وأصبر و تلذذ.. كل أنثى في عيني هي نقية حتى لو غطست في المعاصي, والأثام. الى أن جزءا فيها من النقاء و طيبة القلب التي جبلت عليها. يبقى حي, ينبض. وهي الرحمة . تلك الميزة التي خلقت فيها. وهو ما جعلني أحبها و أقدرها..
حواء يا مصدر المتاعب و الشقاء.. حواء يا دمعة العين قبل البكاء.. حواء يا شعلة من نارين, نار الحب و نار الوداع.. فكلمة وداعا مني إلى أن يأتي يوم اللقاء.

محاولة إغتيال



أذكر وجه البحر. حين تنتحر العاصفير, و الليل يراقب سقوطها, ليبيعها للأرض. فليس قلبي باحة إستراحة. ولا القمر يملك ستائر طويلة. فعلى نعش المسافات يقفز الزمن, وبوابات للرغبة لا ترحمني. لكنني أتذكر أن العاصفير بلا أجنحة, وأن ما تبقى من المرأة سوى فكرة وحلم ستموت لأجلها. لذا لن تسقط النظرات كما العبارات, أو كما أغصان العمر. وأجنحة الظلام. سأحلم أنني أعانقها. وأتيه بعيدا, حتى لو لم أفعل, فقد يكون عناقها في الحلم, أشهى منه في الواقع. أحسب نفسي أغرقها في بحر حبي, فلعينيها كل القواميس مبعثرة و كبرياء و غرور أبعدها عني. حتى خلت نفسي خادمتا وضعية. ترتجي حبا مستحيل. لن أبكي كالطفل الرضيع, لكن سأكتفي بكأس حليب دافئ, و ورقة أدون فيها شتائمي و أرسلها لك مع الأشباح.. لأنني لا أريدها أن تصل. كي لا تصرخ أمي في وجهي, وأطرد من البيت ومدة فطامي لم تنتهي بعد. فأنا السجينة في زنازين حبك الغامض و القاسي. وحكايات بائعة الكبريت لم أقتلها, حتى البرد لم يفعل. لكن النساء هن من بأنانيتهن و كبريائهن, أذموها جثة طاهرة صعدت الى الملائكة لتحكي لهم عن غرور حواء. سأترك رسالتي رموز مبهمة. وتناقضات لن يفهمها أحد. فلا يعقل أن أهزم, وأنت صاحبة العناكب تفوزين. فالحب جهد و قد بذلت الجهد و أنتهى عصر الجليد. وعادت العصافير لتحيا, وخسر الليل سفقته مع الأرض, و عاد البحر لمحاولة إغتيال آخرى.

قصة شاعرة


وحيدة. تتكئ على طاولة النهار, الذي مدة صلاحيته يوم. تتجرع قسوة الأيام الممزوجة بشيء من الأمس. وسقوف ليل قد تنهار.. وحيدة تلملم كلماتها  المتناثرة من لسانها. تجمعها بحب شديد. وتخاف عليها من طيش المراهقة. و جنون الحب. وحيدة تمشي.. وحيدة تحلم.. وحيدة تكتب.. ووحيدة تحملق في قصيدتها التي أتعبها المسحيل و مزقها اليأس. بعينين أثقلهما النعاس. وأصابع نحتها القلم. وعقل شرحه التفكير. ملهمتها الجميلة ضاعة. بل من أجل التوافه هربت. و تركت لها فتات خبز تستلهم به قصائدها. وتشتم من خلاله رائحة حبها القديم. لم تعد أجراس قلبها تتلكأ في براثين ذاكرتها التي بدأت تضعف. والممتلئة بالصدأ. تحت حذائها المثقوب. الذي داس على كل اللحظات, بحلوها و مرها. لم تعد أفكارها تنتاب تعاريج ملامحها المفعمة بعبق التراب. فالشِعر في دمها يجري. ولن تشكو فقر الدم. تسافر في اليوم مئة مرة. وتعبر الصحارى ثم تعود. وقد زارت قيس بن الملوح . وباتت ليلتها عند جميل بن معمر. وتجادلت مع الخنساء, لأنها سخرت من المتنبي. تسافر بدون جواز سفر. وتلتقي أشخاصا نعرفهم و قد لا نعرفهم. فوحدها تبني من الخيال عالما بلا حدود.
 يرتعش القلم بين يديها. وهو يكتب أشعاره على نهد الأوراق. لاتؤمن بأن السلام خرافة. و لا المبدأ عبد وضيع. فقد رسمت بالحب لوحات. تحمل تواقيع شاعرة مجهولة. تتلوا ما جادت به قريحتها. وتدرك  في النهاية. أن الفراشات الصيفية. تسللت الى كتاباتها, وذبحت إسم حبيبتها من الوريد الى الوريد. قلبها أوسع من السماء. لكنها بلا مزهرية. فكلما أهدتها جميلة قبضة ورد. تحولت الى تمثال. وعجز اللسان عن الكلام. وكلما إستجارت بمحراب الليل. طردتها خفافيش الظلام. آه لو كانت سافوا, أو فرجينيا وولف بجانبها. لما هزأت منها أحدية البهلوان. فحين يذب العشق في صدرها. ترتدي ثيابها الفاخرة. المنسوجة من خيوط الغزل. وتتألق. لكنها تفضل الكتابة بدل التمرد باللسان. لا أعلم هل لأنها خجولة؟ أم أن قناع و جهها الشفاف ضاع؟ لكنها تظل في كل الأحوال تلك الشاعرة الغامضة ذات الطباع الغريبة. وذات الشخصية الساحرة. التي لم يصل إليها الى القليل من البشر.

ارحلي بعيدا


أفق يأتي. كالغاوية على ظهر عنكبوت جرداء. يجتاح معطفك السري الملون بستائر الظلام عنوة. ويكسر مراياك الساحرة. خلف هذي القلاع العملاقة الممتدة كعصور الجليد الغبرة. لكي لا تسئلي, من الأجمل؟؟ أنا ام قصائدك المنسية, خلف الدفاتر والكتب القديمة التي لا تحمل نصف عنوان؟؟ إسمعي و لأخر مرة أقولها. لا أريدك صورتا جميلة فقط. لكن ما أريده حقا روحا نقية تزف قلبك اليّ. وحبا يتشبث بالخلود. لقد سئمت كلامهم. وحكاياتهم, قالوا عني: " تحمر وجنتيها حين تراها -التي لا تحبها أصلا- و ظفائرها تجدلها من الليل الطويل لأجلها. لكنها تسخر من وجهها المصفر كالقمح. ونرجسية حبيبتها -التي لا تحبها أصلا- لطالما داستها بكعبها العالي في الطين, وياليتها تقرر منذ اليوم أن يبتاع الغروب حبا جديدا". لو أنك لا تتكحلين بأغصان آخرى, غير أغصان الحب. لو أنك تشتهين أي شيء آخر, غير أكل فطيرة الإنتقام بنهم. لو أنك تملكين قنديلا, غير قنديل علاء الدين. لما طلبت من المارد أن يدمر حبنا بأصبعه الصغير ذاك. لكنت الآن, إغتسلت بأزقة البحر و التوبة, وأطلقت سراح الفراشات الغارقة في ضوضاء المدينة. التي تحول دون وصولها الى أشجار قلبي الحزينة. آه لو لم يكن ما كان, لما كنا الآن نحترق, ننصهر, نولد بركانا من جديد. نبعد عن أرضنا جميع الحيوانات. التي تهذي بالكلام وهي تحمل جسم الانسان. هم قالوا مرة آخرى أنك لحبي خنتي, ولقلبي أهنتي. أيكون صحيحا لو كنت ممن تأكل و تجوع؟ تعذب وتشعر بالإثارة, والضمأ الشديد لترتوي من دماء الحب. لو حقا أنت, خائنة, سأمحوك من مفكرتي, هل تضنين أنني لا أعرف من نفسي غير قدمين تزحف على جبين الحب بعيون مثقوبة؟ و بلا حذاء؟! عانقي الخيانة و أنت عارية وضاجعي آنانيتك, وأحرقي بالنار كل ما هو جميل, خدي قوارب الخيانة وارحلي بعيدا عن ذاكرتي و من أمامي إذا كان ما قالوه عنك صحيحا. فلن أحب امراة ترتدي ألف قناع. ولن أغامر بفتات خبز هو كل ما أملك. فارحلي عني وتركي قلبي عازبا. فلن يطيق حبيبتا هي في الأصل حرباء.

نساء الحمّام الدمشقي: عشق وتغزل وقبلات


للعشق المثْلي النسوي في سوريا مرجعيات ترتبط بالحمّامات الدمشقية القديمة التي تخصص جانبا منها، في شكل عام، للنساء. الأخيرات اللواتي يذهبن كل أسبوع مرة إلى حمام "المقدّم" أو حمام "الشهيد" للاجتماع برفيقات من نفس الجنس، وكذلك لتداول شؤون البيت او الزواج والأسرة وباقي الهموم الشخصية والعامة، دونما رقابة من زوج أو ابن أو أقارب.

بصفة عامة اكتسب حمام النساء سمعة اشتهرت في دمشق القديمة، لأن زبوناته كنّ من علية المجتمع وفيه كانت الواحدة منهن تبث شكواها للأخرى بشؤونها العاطفية الخاصة. الشخصية الأشهر في حمام النساء الدمشقي، هي امرأة تدعى "اللبّانة" وهي سيدة تهتم بجسد النسوة المقبلات على الزواج، في المقام الأول، أو النسوة اللواتي يعتنين بأجسادهن، عموما، في المقام الثاني. وصارت اللبانة صديقة الكل وإليها تبث الأسرار ومعها كل قصص النساء في بيوتهن الشامية الصامتة والوادعة.

يقوم عمل اللبانة بالدرجة الأولى على فرك وتدليك جسد الفتاة أو السيدة بمادة عطرية قوية الأثر، وتترك هذه المادة أثرا طويل الأمد على رائحة جسد الفتاة، كما من شأن التدليك والفرك الطويلين أن ينعّما الجسد ويصقلانه خصوصا انها مرحلة تلي مرحلة "تنظيف الشعر" التي تمهر بها اللبانة خصوصا لدى العروس الجديدة التي تحتاج من يجعل جسدها بأفضل حالاته. وتستخدم اللبانة عجينة مخلوطة بمجموعة كبيرة من المعقمات والعطور تدلّك بها جسد الفتاة التي تعرّضت في الحمام ذاته لحمام ساخن مطوّل يجعل بشرتها تستجيب للتدليك والفرك.

الدور الطريف للبانة هو في امتداح جسد العروس أو السيدة. أي عليها أن تمتدح جمال الجسد لسببين أساسيين: الأول إن كان الجسد لعروس فهي تعزز ثقتها بنفسها أمام زوجها العتيد، مما يجعلها معه أكثر ثقة بالنفس كأن تقول لها : " نيّالو اللي بيشوف هالجسم الأبيض الربّاني" أو : " سبحان اللي خلقك جسم ولا أحلى ولا أنعم" أو " فتلة فخاد بتجنّن" . والقصد كله من هذا الكلام هو تعزيز ثقة العروس الغر كما اسلفنا بنفسها. أما إذا كان الجسد لسيدة متزوجة، وعلى الأغلب لهذا السيدة شكوى ما من الزوج تبوحها السيدة للبانة، فإن اللبانة تقول وهي تدلك الجسد :" هالأعمى مابيشوف هالجسم الطري" أو " ألاّ يلعنو اللي مابيبوّس هالبياض ويشكر الله عليه". وكلام كثير من هذا القبيل.

مغازلة اللبانة للسيدات تترك أثرا كبيرا على نوعية الصداقة التي تجريها معهن، فإذا لم تنجح العروس في زواجها وتعذبت مع الزوج تذهب الى الحمام وتشتكي للبانة تحت التدليك والفرك لتتولى اللبانة مرة أخرى التأسف على "جهل" الرجل بجمال هذا "البياض" مثلاً أو التأسف على عماه الذي منعه من التمتع بـ "نعومة" هذا الجسد. هذا شيء تفعله اللبانة دائما كنوع من اكتساب رضى النسوة الساخطات على أزواجهن واللواتي لايتعرضن لمغازلة من الأزواج على جسدهن، وتكون اللبانة هي موئل المنكسرات المعذبات اللواتي لايمكن لهن تلقي مغازلة كبيرة بهذا الحجم.

التطور البنيوي الذي طرأ على شخصية اللبانة، وهو تطور غيّر كليا من مهمة عملها ودورها، هو انها صارت طرفا فعليا في التغزل والإعجاب، بالانتقال من التكلم الى اللمس المعجب والتنفس الحميم الساخن قرب الجسد المشتكي. النقلة النوعية بالعلاقة، وهي لم ترصد تاريخيا بالتدرج، أي الانتقال من التغزل التعويضي الى التغزل الشخصي، لأن الموروث الشعبي الدمشقي لم يحدد فترة انفصال معينة بين الدورين إنما يتم تداول الأمر بصفة عامة، النقلة النوعية بالعلاقة هو ان اللبانة تغيرت خلال العصر العثماني تغيرات عدة من خلال اطلاعها على أجساد الأوربيات القادمات مع الولاة العثمانيين من وسط أوروبا وشرقها ومن آسيا، وأغلب النساء القادمات مع الولاة لم يكنّ يحسنَّ اكتشاف جسدهن أو يحسن اكتشاف جسد رجلهن الزوج بسبب صغر سنهن وبسبب انشغال الزوج أساسا في عمله السياسي. أثرت النسوة القادمات من وسط أوروبا على دور اللبانة عبر تحريف دورها التعويضي الى شخصي بسبب خلو النسوة من الوازع الاجتماعي الذي "يكبل" النسوة المحلّيات. وصارت اللبانة بالفعل تحقق الفائدة المادية العالية عبر اختلائها بالنسوة الأوروبيات وتعويضهن عن "كراهية" مفترضة للزوج الذي اصطحبهن بالقوة، أو عبر عدم التفات الزوج أساسا الى الواحدة منهن إلا عبر فترات متباعدة. فصارت اللبانة تذهب الى البيوت ان امتنعت الواحدة منهن من القدوم الى الحمام لأسباب رفض الزوج، وصارت العلاقة تتقوى كثيرا وصارت ظاهرة ثم انتقلت بالتدريج إلى نوعية العلاقة التي تربط اللبانة بالنسوة المحليات، وهذه الظاهرة تم رصدها حتى نهاية الستينات من القرن الماضي وتعتمد هذه المقالة على الرصد الستيني لها وماقبل، فقط.

صارت اللبانة عشيقة الكل. وصارت أيضا صلة وصل بين النسوة لتعريفهن ببعضهن البعض، فتقول للواحدة منهن عن جسد أخرى، وترغب فلانة بفلانة، وتنقل لسيدة إعجاب سيدة أخرى، وتخبر فتاة عن إعجاب فتاة رأتها في الحمام في يوم ما. هذا دور كانت تمارسه اللبانة بعد أن تتجاوز منتصف عمرها ويزول جمالها وجاذبيتها. أما وهي في صباها فإنها تكون طرفا في التغزل الشخصي ومصدر إعجاب لبعض النسوة اللواتي تمتعن بالبداية بكلامها ثم بلمساتها ثم بعلاقة كاملة يقصد منها التمتع الجسدي عبر العناق والقبل وباقي طرق استخراج المتعة والتعبير عنها.

وفي حالة اعتراف متبادل بين أطراف عدة، من النسوة، وإن على نطاق محدود، فإنهن كنّ يقمن بحجز الحمام كاملاً لهن يوما كاملاً ومنع أي امرأة غريبة من الدخول. وكان هذا اليوم ثمرة جهود اللبانة بتقريب النسوة الراغبات من بعضهن البعض ومنها أيضاً.

فاعلية اللبانة في الأساس تبدأ من إشارتها للأخريات المشتكيات بأنهن لايحسن التعامل مع أجساد أزواجهن، وعندما يطلبن منها التوضيح تقوم هي بأكثر من طريقة عبر شرح تطبيقي إما للوضعيات في الفراش وإما لطريقة التقبيل وإما لطريقة المداعبة. فتقول مثلا للفتاة المقبلة على الزواج : أنتِ تثارين من هنا ( وتشير لها بالاصبع أو باليد أو باللمس) . وتختار مكاناً غير مألوف كعضلة الزند أو باطن اليد أو أعلى الكاحل. وعندما تتلمسها توقع فيها إحساسا فعليا بالإثارة. وعندما تذهب الفتاة الى زواجها ومرور فترة لا بد أن الفتاة تلك لم تحظ بإثارة كالتي عودتها عليها اللبانة، ثم تبدأ الحكاية من جديد، عبر الشكوى أو المداعبة وقد تنتهي بممارسة تلذذية بين الطرفين.

اللبانة تحقق دخلا ماديا كبيرا من المستحمّات الراغبات اللواتي تم إيقاعهن بنوع خارجي من التمتع، والذي في أغلب الأحوال لن يحصلن عليه مع زوج قادم من مرحلة الدولة العثمانية. وتصبح اللبانة صلة وصل بين بيوتات المجتمع من خلال هذه السيطرة على نسائه وسيداته والتأثير فيهن هذا الأثر الكبير. فتمتلك المقدرة على توظيف شخص أو إقالة شخص أو أي طلب يحقق لها الفائدة. ومن المعلوم أن المخابرات السورية في أيام دولة الوحدة بين سوريا ومصر قد قامت باعتقالات كثيرة للبانات متواجدات في الحمامات والتحقيق معهن والطلب اليهن التعاون الأمني مع الدولة. وكان الناس يخلطون بين شخصية "القوّادة" وشخصية اللبانة بسبب التشابه النسبي في الشخصيتين. وهذا خلط ناتج من غموض شخصية اللبانة في التاريخ الدمشقي القديم.

المهم، وحتى الآن، يوجد كثير من النسوة الشاميات واللواتي لم يدخلن الستين من عمرهن ما زلن يتحدثن علن شخصية اللبانة بكل حميمية فقد ارتبطت عندهن بالتغزل والثقة بالنفس والجو السحري والعطور، وكذلك لحظات التشكي والاعتراف والتمتع والقبل الطويلة في ليل دمشق الجميل والحميم بطبيعته. اللبانة ركنٌ من شخصية الشام الخفية، هي سر النساء ومتعتهن وعشيقة كل واحدة على حدة، ومعلّمة النساء على الحب وعلى المداعبة وعلى اكتشاف أماكن تمتع غير معهودة. وهي منظفة الأجساد باللبان ، ومنها اسمها، وهي ستّ الستات وحافظة الأسرار وعشيقة جنسها. باختصار كل ضوء خافتٍ في حمام دمشقي قديم ينطوي على وشوشات اللبانة للسيدات وينطوي على رائحة عطور تملأ هذا العالم بالحب بعد أن امتلأ بالكراهية والحقد.

كلما رأيتم ضوءا خافتا في حمام دمشقي تمنّوا أن تظهر لكم اللبانة أستاذة التقبيل ومعلمة اللذات ومنظفة السيدات وسر الفتيات.
عن د مديحة ن المرتقلي

الأحلام


هي أقصى الحلم. خندق يعبر فيه الحلم عاريا. حلم يرضع قوس قزح وينمو, بعيدا عن ثقل الأيام. كل شيء في سكون, حتى الأجراس استسلمت لجبروت الصمت. ففي المساء حيث تنار المصابيح وتسافر الشمس. أتخبط في الظلام, في السفح, على قارعة الجنون. قدر و لا كالأقدار. لاحت بي الحياة و آسفاه, لأحلم بالمستحيل. وبكل سذاجة أروي عطشي بالانتظار. أتسائل كيف تقيأ الزمن؟ كيف تزاوج الحزن بذاتي؟ ماهو يا ترى الإتفاق الذي جرى بين ذاتي و بين الحزن في الخفاء, و وراء الجدران التي يسكنها الظلام, حتى تزاوجوا؟؟ الملائكة وحدها تعرف, والعيون التي تغرق في التلصص, تعرف أنني أعشق الحلم المبهم, وأكره صوت الحقيقة. أتماسك به و يتماسك بي, وأشق طريقا غير الذي كتب لي, وخارج المحدود, النهايات التي لم تبتدأ بعد. كانت هناك بعيدا الأحلام في عيني تسقط, في بئر سحيقة. تلك البئر التي أخفت جمال يوسف عليه السلام. وفجأة كان الشاعر يترك أمواج البحر تكتبه. على سطح القصيدة, كان يعانق الموج بكل وقاحة. كان يغني للبحر أغنية السديم. يعزفها على ناي قديم. ويظن نفسه بعزفه ذاك كريم. ومشى الشاطئ دون أن يدري من منهما يمشي على الآخر. هي أقصى. الحلم أمنية تستطيع أن تحتضر علانية. ليس عيبا أن يغرق الانسان في الأحلام. لكن العيب أن يغرق في الأوهام. التي تؤدي به الى الجنون. جميعا نحمل غريزة التمني أعلم ذلك. نحاول دائما قتل الحقيقة التي تألمنا, في الخفاء بعيدا عن أعين الناس, أو أمامهم مباشرة و ما الفرق؟؟ نحاول قتل الحقيقة بسكين صنعه الحلم. أنا أعلم أن الهتافات بدأت تتعالى من أجل نصرة الأحلام وحبا لليل الذي أنجبها. لكن ما جدوى الظلام من دون أحلام؟؟

قالت


قالت لي: إني مغرمة بك يا نور عيني, هواك رضعته منذ صباي الأول. جرى في عروقي مجرى الدماء. سرى بين جوارحي كنبض الحياة. ملأ صدري بحب عاصف. لم أرى غيرك في الوجود. ملامحك الشهية تسكن بين رموشي. تنام داخل أحداقي كلما أغمضتها, وتصحو معي.
يا حبيبتي. إني أرى من خلالك الدنيا, فأحببت الزهر و الورد و ربيع قصائدي. وعشقت العطر و ألوان قوس قزح و غناء الطبيعة من حولي. لأنك ملاك هذا العالم في نظري. كل ما أحببته في دنياي عشقته من أجلك ومن خلالك. وصرت بك مغرمة الى حد الجنون. لو تسألني عن نبض فؤادي المتردد و الذي يسمع في الأرجاء. وبوح روحي المملوكة لك بدون حدود أو نطاق. وشوقي الى حضنك في كل اللحظات و حنيني الى عناقك الذي يذيب جسمي و قبلات هواك التي تفقدني عقلي و صوابي. لعلمت أن حبي لك من الأعماق و أن حياتي فداك الى آخر نفس من عمري. ففي عينيك الجملتين إختزنت ذكرياتي أمسي. وفوق ثغرك المورد عزفت نشيد عمري. وبين خصلات شعرك الأسود تنام أسراري. و السحر الذي سكن بين أشفار عيونك. والشوق الذي ولد خافقا عاصفا بصدرك. أن تمنحيني شرف إنتقاء أغلى إسم لك في قاموس الجمال. ملاك كل ملامحك نطقت إسمك قبل الشفاه. وكل الدنيا قامت و قعدت عندما وطأت قدميك الارض. هو الجمال هبة من الله تعالى. وأنت وحدك عنوان الحسن و الافتتان.لا تعرف الفتنة بغير أن تكوني حقا مخلبا للأنظار. فأترك شفاهك بين شفاهي في حرقة القبل. فلم أعد أرى الأفق في زرقة البهاء, ولا أمواج البحر في عمق الصفاء. طالما أن عينيك يا حبيبتي هما كل سمائي. فيهما يطلع فجري و يغيب قمر ليلي.

جفون ملاك


في لحظات سكوني. عندما تهدأ المجاذف فوق الضفاف الحالمة. وتسكن الانسام التي تغازل وجه البحر المسحور. ولم يظل بين السماء والبحر سوى مناجاة النجوم حيث يشع بريقها. كعيون حور عين نزلت من الجنة الى الارض. همست لي جفونك يا ملاكي. كسهم لذيذ دخل قلبي ليرتعش من شدة الاهتياج. حاورتني بكلمات من نور شفاف. يخترق اعماقي نداء من عالم الغيب.لأول مرة في الوجود أصغيت لصوت ملاك. ليس ككل الكلام المزخرف ورودا بلا أشواك. انه من أعماق الروح الصافية المملوكة لي. قالت في وتر الهوى و العشق الجارف. أحبك يا أغلى من عيوني وروحي. يا وجها سكن القلب منذ صباي الأول الناعم. حفظت قسماته حتى صارت كنبضات الفؤاد. عشقت احمرار خدوده حيث تنام في لوعة كل أسراري. همت ببياض وصفاء قلبه, كأنه نور لظلمات ليلي. أخدت ببريق عينيه وهما لؤلؤتان من الصفاء. تحكيان لي عن امسي و يومي وغدي في آمان. واحتمي داخلهما من معاناة الدهر و شجون الزمن. فلطالما ضربت و حضي السيئ جرني الى حفر سقطت فيها مرارا. حتى ألفتها. فقد كنت مرهقة, ارهاقا لاشفاء منه. مرهقة من نفسي ومن العالم. حتى جاءت تللك الجفون الى عالمي, فزاحت كفة الميزان الى جانبي. لتمتلئ كل الحفر التي سقطت فيها. و اضحى حظي السيئ اسطورة ماتت من زمن بعيد. والضرب المبرح الذي تلقيته من الزمان. أصبح وسام استحقاق على صبري و نظالي من أجل الحياة. وها انت ذا امامي هدية و أحلى هدية يمكن للقدر ان يمنحها لأقدم محاربة من أجل الحب. فقد خيروني بين ضياء النهار, وأشعة شمس الوجود الزاهي. وتجمع سنا النجوم المتلألئة كقنادل زيتية, تطل من السماء السابعة. لقلت نظرة واحدة في ملاك أحلامي. تكفيني حزمة أنوار طوال عمري. تزيل ظلام الليالي عن جبيني الناصع. فأنت هديتي و أحلى جفون ملاك.

الى حبيبتي المجهولة


الى فتاة خرجت من كتب المجهول. صفحة بيضاء. ألزمتني أن أملائها. حتى أتمكن من صياغة فرضية وجودها أمامي و لماذا؟ وجدتني و حيدة رغم الصخب و الضجيج و الدخان. أدخلتك حياتي وأنا أتوسل القادر على ألا ترفضيني. وجدت وجهك مثل صفحة سماء صيفية خالية من زرقة السماء. لا يوجد فيها ما يشير الى ضلال سحب الكاذبة. و تمنيت حينها لو لم أراك .فضلت لو بقيت ضمن قائمة المجهولين لدي. حتى لا أتعلق بانسانة لها إسم وحيد. لا ثاني و لا ثالث له . مسألة تبدو لي معقدة. وحينما حدقت جيدا في العقدة. إكتشفت أنها معقودة من حبال من حرير. فأدمنت صوتك. سألت نفسي ربما تقابلنا من قبل, الروح و لفت على الروح. و القلب عانق القلب. ربما جرى اللقاء دون أن ندري. تمليت و جهك. و لازال محفورا في ذاكرتي. شربت حلاوة روحك حتى النقطة الاخيرة .اوشكت أن أطير من الارض السابعة. حتى السماء السابعة .كي أشرب من ماء البحر السابع. الذي لم يصله انسان قبلي. قفزت روحي من النشوة. من قبل كنت أتحرك, اتكلم , أضحك ثم ابكي دون أن أدري لماذا؟ أبوح أسراري لشخص صنعتة بقلمي كي لا يفضحني. وخرجت بصعوبة من تجربة ذبحتني و لازال جرحها في قلبي. كان سؤالي الاول عن إسمك . شكرت نفسي في نفسي . لأنه من الأحسن أن يرتبط إسمك بكل شيء هو جميل و ساحر في ذهني و خيالي. بإسمها و إلى كيف سأفكر فيها؟. عدت الى نقطة البداية و سألت نفسي مرة اخرى. هل يأتي يوم تكف فيه هذه الفاتنة عن ان تكون فاتنة؟ وتتوقف كل جميلة عن ان تكون جميلة؟ هل يأتي زمان يهدد فيه صورتها المتألقة, و حضورها المتوهج . ذلك النسيان المبكر؟ (...) كان إسمك غريبا و كانت رموش عينيك معلقة على تخوم أشياء كثيرة مدهشة و غامضة. ربما جرت من قبل, وقد تحدث في الأيام القادمة. عندما رأتيك أول مرة, قلت لنفسي على الفور , هاهي أدفأ نساء الكون . فضلا عن أنك أكثرهن جمالا من المؤكد أن لديك مزايا أخرى غير جمالك. همست لنفسي, لاشيء يعادل أبدا دفء امرأة في هذا العالم القاسي. لو تعلمي أنني أقضي النهار باحثة عن لحظة من دفق الفرح. أنظر الى الناس, يبدون و كأنهم ملفوفون في ملايسهم مثل الموتى و سط الاكفان. محشورون في بهارج عديمة القيمة. الناس من حولي يتحاسدون , ويتناقرون, ويتقاتلون حول أشياء تافهة و لا قيمة لها. لكن فور معرفتي لك, قررت أن أقاتل أيضا . لكن هذه المرة, سأقاتل لأجلك. لأجل أن أحضى بحبك. لأعلم لماذا غلبت غريزتي إنسانيتي؟؟ خجلت من نفسي كثيرا. لأول مرة أخجل لهذه الدرجة. عندما بحت لك بمشاعري, أحسست أن صفعة على خدي أمتدت لتصل الى كبريأئي و تذمرني. آسفة, آسفة جدا . لم أكن في وعي. كنت في لحظة ضعف. ذابت روحي في روحك. و تمنيت لو كنت لي وحدي. هنا أستطعت أن أخون ثقتك, و أخون عهدي لك , بأن تكون علاقتي بك مجرد صداقة. وكم كنت غبية و ساذجة حينها. لاأعلم لماذا تصرفت بتلك الطريقة؟؟ هل لأنني خفت من أن اخسرك؟ ام أن لساني سبق عقلي؟ ما الحل سوى الصمت و بعض البكاء فالدموع تغسل العين و تكسبها جمالا نادرا. فكم كانت حياتي يابسة مثل الارض الشراقى التي تعاني من الجفاف منذ أن أصبحت أرضا. هذه أنا ما لم تعرفيه عني أنني ما إن أقف أمام أي طريق جديد. حتى أبدأ في البحث عن العقبات و أفتش عن العراقيل. أتوقف قبل أن أبدأ. لن تنقدني سوى تلك الكتابة الفريدة. التي لا تكتب سوى بحبر القلب. او القدرة على الكتابة على سطح الماء. والتدوين على و جه الريح. الكلمات كانت معشوقتي السرية, التي إكتشفت أنه ليس أمامي سوى إدمانها طوال عمري. وجع؟؟ ربما. ضنى؟؟ قد يكون. عذاب؟؟ جائز و لكن في كل هذه الاحوال. كانت الكتابة فعلا طافحا بالسرور و البهجة,و متنفسا بالنسبة لي. من قلبي دونت في ذاكرتي ملاحظة مرفوقة بأمنية. أردتك لي.. تمنيت لو عادت الايام الى الوراء كي ألتقيك في ظروف أحسن. أحبك فيها بكل حرية. أعشقك حتى الثمالة دون أن يشاركني أحد في حبك. وكنت سأعدك بأن لن أقترف في حقك أخطاء من سبقوني إليك. لكن سأقترف أخطاء لم يسبقني إليها أحد. ستجعلك تعشقينني أكثر. ستجعلك تسامحينني قبل أن أطلب ذلك. هكذا تمنيت. لكنها تظل أمنية تنتظر معجزة لتتحقق. قضيت حياتي أبحث عن الامل, سبحت في الاسطر, وعمت في قيعان أحرف الكلمات. و لا جدوى. طرت الى الجنة و لا أمل . صعدت واستحممت في ماء القمر و لاشيء سوى خيبة الآمل. أشعر بألم الاحتباس عندما تتعارك الرغبة مع العقل و الواقع. من أجل الخروج و هذا يجعلني أتعس إنسانة في هذا العالم. خلاصي الوحيد, هو أن أكتب قصة فتاة . التي لا أعرف منها حرفا و احدا. ليس المهم ان تعرف. المهم أن تشعر. أن تجيش النفس بهذا الشجن الجميل الذي بعده يأتي طوفان ولادة الكلمات. أحترمك و إحترامي أقدمه قربانا , لأضمن لنفسي حاجزا يقف بيني و بينك. أفضل أن أدوس على قلبي و مشاعري على أن أخسرك الى الأبد 

استسلمت لسحرها




لم أفكر جيدا عندما تسللت الفتاة إلى عالمي. كنت أعيش لحظة انفصام كلي عن العالم. أسبح وحدي, أفكر لوحدي, أضحك ,ابكي , احكي القصص و الروايات للأشباح,التي تشاركني الركض و الهروب من الواقع. كان يوما عاديا كباقي الأيام أجلس أمام صفحة الفايسبوك أطالع الجديد فيها. وفجأة تردني رسالة.إحداهن تحاول أو بالأ حرى تطلب الدخول إلى صفحتي الخاصة .لم أفكر من هي؟ ومن أين؟ فقط لكونها فتاة تستطيع الدخول. توالت الأيام و تعرفت على تلك الفتاة المجهولة و التي أصبحت ألان جزءا من حياتي. تركيبتها غريبة و جميلة جدا تدعوا إلى الغوص في أعماق شخصيتها التي تبدو لي غامضة رغم كل ما دار بيننا. تملك سحر الكلام. حروفها تشبه النور الذي يتغلغل عميقا داخل الذات و يتجه مباشرة نحو القلب ليحدث فيه الشيء الذي يميزها عن باقي الناس. الحب. لاأعلم بالتأكيد هل أحبها أم أنني معجبة بها؟ لشخصيتها السلسة. حاولت مرارا الابتعاد عنها ومحاولة نسيانها أو وضع جسر طويل بيني و بينها لكي لا أفكر فيها. لكن لم أستطيع. كانت تقتلني كلماتها, رقتها, و نعومتها الأنثوية و حنانها الذي أحس به يحضنني. أرهقني جدا لدرجة انه لم يعد من الممكن أطالت المسافة بيني و بينها. كنا نتقارب شيئا فشيئا . هناك فكرة تجمعنا. تحوم حول كل واحدة منا. التردد هو الذي حال دون خروجها.إلى أن جاء ذلك اليوم الذي لم أحسب له حساب.استسلمت لرغبتي التي لا طالما أسكتها. اعترفت لها بمشاعري الصادقة نحوها. فتاة سكبت روحها في روحي, وأيقظت مشاعري, أعادتني إلى الواقع. استسلمت كليا لتلك الأنثى الغامضة. التي أرى في عينيها الكثير من الأسرار و جاذبية لا أستطيع مقاومتها. كل جزء من جسمها يجذبني أكثر. تذبحني مفاتن جسدها. فأقف منبهرتا و كأنني لم أرى في حياتي جسم أنثى. عرفتها و عرفت معها جمال الروح. وهنا بدأت مشاكلي المعتادة مع الحب. أعراض كرهتها لدرجة أنني أختنق. أشرد كثيرا. أفكر وأفكر. وأضل أفكر و أسرح بذاكرتي محاولة الوصول إليها و لمسها, وتقبيلها, ومداعبة شعرها, وشفتيها, وشم رائحتها بكل جنون, حد الثمالة, وأحس بنشوة تلك الأحاسيس الملتهبة. اسمها أصبح لغتي  وعالمها أصبح موطني, ومجالستها أصبحت جنتي, وكلماتها أصبحت مهدئاتي, التي أنام وأسترخي بها.لا أفكر في شيء سواها. أحبها و هذا اعتراف مني, على أنني استسلمت لسحرها. لا أتصور الحياة بدونها.لا أتصور نفسي أنا بدونها.هي جوهرتي الثمينة التي سأحافظ عليها. وامنحها كل عمري و روحي وقلبي و سأظل أحبها. وأتمنى أن تكون صادقة في مشاعرها نحوي لأن خسارة كل علاقة تبدأ بأول حرف كاذب, تليه كلمة فجملة فشخصية بحد ذاتها. أريد فقط أن تعلم هذه الفتاة أنها حياتي و حبي و أغلى ما املك.


العنقاء المغربي