2013 نعم للتغير و كفى من العلاقات الافتراضية




ها نحن ندخل العام الجديد, وكلنا أمل في أن يكون أحسن و أفضل من الذي قبله. بعضنا كانت 2012 بالنسبة له أفضل سنة, وبعضهم كانت له أسوء سنة, لكن في الأخر هي سنة وعدت كما يقولون المصريون.
أحببت أن أتطرق اليوم إلى موضوع يخصني لكنه يشمل الآخرين أيضا, أنت , هي , تلك التي تنظر إلى الموضوع, وتلك الغائبة وهذه التي تجلس أمام الكمبيوتر و عينيها مفتوحتان على الأخر … المهم قررت بعد انتهاء عام 2012 وبداية العام الجديد , أن أغير من نفسي , من عاداتي , من أسلوبي من تفكيري , وأحاول جاهدة أن ارتقي بذاتي إلى ما هو أحسن ,وسأبدأ أولا بعلاقاتي الغرامية الافتراضية . لا زلت اذكر جيدا علاقاتي في الثانوية كانت متعددة, كل يوم مع بنت, أوفي قليل من المرات كنت أنوع و اربط علاقات عابرة بالذكور حبا في تجربة شيء جديد, وفي كل ثانوية بمدينتي كنت املك عاشقة, ولكل منهن برنامج خاص. إلا فتاة واحدة استطاعت أن تثير في نفسي حيرة و دهشة غريبة لشدة جمالها, تعرفت عليها بواسطة صديقة لي تعرفها, كانت بيضاء البشرة شقراء وذات شفتين محمرتين كأنهما حبتا فراولة و عينين جميلتين جذابتين و شعر طويل و أشقر مائل إلى البرتقالي قليلا , كانت رائعة لها شخصية ساحرة و ذات ثقافة عالية, مذهلة . لكن في أول علاقتنا كنا نكره بعضنا جدا و دائما على خلاف وقليلا ما نتفق, ونتشاجر أكثر مما نتصالح إلى أن توطدت علاقتي بها عندما علمت بمرضي و جاءت لزيارتي, فاجأتني لم أتوقع أن تكون بهذه اللطافة و الطيبوبة, رغم عصبيها و قسوتها, كنت جد سعيدة بزيارتها, ومنذ ذلك اليوم تغيرت نظرتنا لبعض و أصبحنا سمن على عسل, إلى أن فاجأتها بدوري ذات يوم في مخيم ربيعي أقامته ثانويتنا بإحدى المخيمات الجبلية, كنا نتمشى بمقربة من شلال صغير فاقترحت عليها أن نجلس بقربه, كانت قريبة جدا كفاية ليتلامس كتفينا , شعرت بقشعريرة ملئت جسدي بأكمله, إحساس بالدفء بالرغبة لعناقها و احتضانها , فتحت معها موضوع تعلقي بها و كيف أصبحت لا استطيع العيش دقيقة واحدة دون وجودها معي , كنت جريئة لدرجة أنني بحت لها بمشاعري و بإعجابي الشديد بها, احمرت وجنتيها و أحسست بتوترها مما دفعني لتغير الموضوع لكنها أكملت قائلة بأنها تحس بنفس المشاعر نحوي و أنها سعيدة كونها معي  فقاطعتها أحبك أحبك احبك , ضحكت ثم قالت يا مجنونة, أمسكت بيدي و قبلتها , لم أحس في حياتي بزلزال جسدي أو صاعقة كهربائية بقلبي إلى عندما لامست شفتيها يدي , قبلت يديها بدوري و عانقتها, تلك الليلة نامت بجانبي و أخذنا نهمس في أذناي بعضنا و نضحك تارة و نتجادل تارة أخرى ثم نختمها بقبلات خجولة, لم استطيع النوم ليلتها, أقسمت أن أبقى متيقظة لأراقب غفوتها لكن النوم سلطان باهتني , وعندما استيقظت أخبرتني أنها راقبتني ليلا و أنا غارقة في النوم بقربها , ووصفت لي طريقة تنفسي و حركاتي و حتى بضعة كلمات باللغة المريخية كنت ارددها . أحببتها بكل معنى من حب لم يمر يوم دون أن نكون معا امسك بيديها و اقبل شفتيها و احضن جسدها, دامت علاقتنا مدة عام و نصف , إلى أن قررت السفر بعيدا نظرا لبعض الظروف الشخصية, حتمت عليا الابتعاد عنها, كانت بالنسبة لي طريق إلى الموت لم أتحمل فكرة غيابها عني و لا هي استطاعت أن تداري بدموعها خسارة روحها و وعدنا بعضنا ألا نفترق حتى لو فرقتنا المسافات , لكن للأسف انقطعت عني أخبارها إلى يومنا هذا, - ماريا – هذا اسمها و لازال بقلبي يردد و في نغمته فرح و دمعة , فرح لأنني أحسست فعلا و لأول مرة بطعم الحب و كانت أجمل تجربة في حياتي , و دمعة حارقة لأنها لم تعد في حياتي و لا اعرف عنها شيئا . كنت ابحث بعدها عن كل فتاة تشبهها, أحب تلك و أعجب بتلك و افترق مع هذه , إلى أن فقدت الأمل في العثور عليها من خلال الأخريات, حبست نفسي في عالم يسمى الفيسبوك , منذ أن دخلت إلى عوالمه أصبحت اقضي وقتي في ربط علاقات افتراضية مع فتيات لكل منهن هواها, ارتبطت بالعديد منهن , مصرية خليجية جزائرية لبنانية .... و المغربيات عدد كبير لكن في الأخير اختمها بالوداع , لأني لم أجد ما ابحث عنه فعلا , لكن لكل منهن أثرها في داخلي , منهن من حفرت بقلبي مكانها , و منهن من خفق لها القلب مرة ثم ما لبث أن هدأ و انطفئ , ثم نسيها, هناك من تركت في ذاكرتي مكانها, هناك من خذلتني و هناك من جرحتني و بعضهن نسيتهن كأن لم يكن , و بعضهن كنا حقيرات لدرجة أن التفكير فيهن يجلب لي الاشمئزاز , والكثيرات عابرات سرير , سرير النت, و القليلات بل نادرات من تركنا في قلبي آثرا عميقا, ندمت لتخلي عنهن ,و صدقوني كل العلاقات الافتراضية تبقى افتراضية مهما بلغت من الصدق و عمق الإحساس و شدة الحب و الوله , إلى أنها تموت مع الوقت, فكما للروح حق , للجسد حق أيضا, ويااااااا لشدة النفاق و الكذب و الخداع و المرضى النفسانيين في العالم الافتراضي , فعلى أسس الأقنعة تبنى العلاقات, وخصوصا في عالم المثليات, عالم غريب معقد مخييييف , كما قالت لي صديقة اعزها جدا : تضحك فيه يوم و تبكي باقي عمرك.
ندمت لعمر أضعته في البحث عن حب لا وجود له في صفحات الفيسبوك و لذلك فنصيحتي لكل فتاة لا تزال تبحث عن شريكة روحها, أن تتوقف و تفكر بمنطقية, ليس هناك أمل في ذلك حتى لو عشت 3 أعوام تعشقين فتاة من بلد ما أو حتى من بلدك لكن من مدينة أخرى بعيدة, لا أمل في الاستمرار هي فقط أعوام و فرص تضيعينها من عمرك لا غير بدل الخروج إلى الواقع و فرض نفسك على المجتمع و محاولة البحث عن نصفك الآخر و التي تقاسمك فعلا الفرح و الحزن و الحب و الاهتمام و بعيدا عن التصنع و محاولة إخفاء العيوب و لعب دور الإنسانة المثالية .لا تقولي هذا غير ممكن و أن الواقع صدمات و قلة فرص في إيجاد شريكة بل و مستحيل و صعب و و و و ... تلك الأعذار المتكررة . نحن يا أختاه من نصنع الفرص و ليست الفرص من تصنعنا , هذا هو شعاري اليوم و على أساسه سوف اخرج قلبي من الفيسبوك و أظل فقط صديقة لا غير , سأغير من نفسي نمط عيشي و افرض ذاتي على المجتمع على الرغم من انف جده , و ارتقي بأسلوبي و تعاملاتي إلى الأفضل, فقد مللت من التفاهات و السخافات و القصص الأسطورية التركية , و بعض التصرفات من بعضهن تعد جريمة في حق الأنوثة و الإحساس الإنساني الراقي, و الأخلاق , و من هنا أعتذر لبعض الفتيات عن تصرفاتي معهن دفعتني بعض الظروف إلى القيام بها و أيضا أعاني من العصبية الزائدة و التسرع الصاروخي . فإلى لكل من أذيتها بقول أو فعل أو تصرف ,أنا آسفة أسفه و ارجوا أن تتقبلن اعتذاري , و أعلن لكل الأميرات أنني تقاعدت عن دور العاشقة . كفى فطاقتي العاطفية ستخمد و يموت معها الإحساس , لذا سأبحث عن فتاة حقيقية و ليست فسبوكية , افجر فيها طاقاتي و امنحها قلبي و حبي و شوقي و جسدي و حروفي و قصائدي و مشاعري كإنسانة تخاف دعوة ظالم ههههههه . سأحبها فعلا بكل عيوبها و حسناتها كما فعلت مع ماريا , الجميلات كثيرات في الخارج افتحن عيونكن يا صديقاتي  اقسم فقط ينتظرن من يلتفت إليهن و يحس بهن و يبادر إليهن و لذا كفى هدراا للطاقات العاطفية الشابة و الاستغلال الذي يمارس في داخل السجون الفيسبوكية في حق البريئات اللواتي يلتهم جمال روحهن بأبشع الطرق باسم الحب و يحولهن إلى قلوب مكسورة تحمل من الخذلان ما يكفي لفقد الثقة نهائيا. لذا وداعا حبيباتي و أهلا بكن صديقات لا غير .






 العنقاء المغربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق