قصة الحب


قصة الحب في أيامنا هذه ..
تشبه قصة الهدهد الصغير الذي كلّ من البحث عن شجرة يسكن إليها..
فكلما سكن إلى شجرة أخافوه بطلقات بنادقهم العشوائية..
وكم من شجرة مستعارة, نام في حضنها فأيقظوه منها في الهزيع ليطردوه..
كم من شجرة اندس بين أغصانها و أوراقها هربا من البرد, فهربت أغصانها عنه و تركته عاريا متجمدا..
كم مرة عاد ليجد يدا عابثة عاثت في عش صغاره و قتلتهم..
كم مرة فرّ بجناح مرتجف, وقلب منهك ليلوذ بأمان لا يعرف أين يجده..
كم مرة حاول فيها الاستسلام لدفء شجرة وينام, لكن شرور الأنفس تتجول أشباحا تحمل سكاكين للذبح..
كم مرة نفض جناحيه في السماء مرتعشا مرتعدا و هو يسأل: يا إلهي ما بهم البشر قسوتهم فاقت الصخر و الحجر؟؟؟
من أعطى لنفسه حق ملاحقة الطيور – الحب- بالأذى و التي لا تريد أكثر من مساحة أمنة تقي رجليها من عثرة؟
لقد تعب هذا الطائر كثيرا و هو يطالع في العيون كثيرة تترصده..
عيون في نظراتها شهوة للالتهام..
عيون في نظراتها شهوة للانتقام..
عيون في نظراتها شهوة للقنص..
عيون في نظراتها لهفة للتعذيب..
تعب هذا الطائر الحزين الفرار من المرضى النفسيين و الجائعين, لا يرون فيه إلا لحما مشويا..
و تعب الهرب من فارهين لا يرون فيه سوى ريش يصلح لزينتهم, و وسائدهم..
و تعب من بشر لا يعرفون ولو سرا بسيطا من أسراره, فجهلوا كينونته ..
تسلمه الريح إلى ريح..
و تأخذه الأرض إلى ارض..
ويعبر من بحر إلى بحر..
كم وعدوه بالأمان فاخلفوا..
كم وعدوه بالأبدية فاخلفوا..
كم حلفوا له بالإيمان فكفروا..
كم حضروا له عشا ليقتنصوه..
كم تغنوا به و اليوم نكروه..
كم قال لهم أنا الهدهد المحرم قتله, فاغتالوه..
مازال يبحث عن خبر مدينة لا تعبد الشمس من دون الله..
مازال يبحث عن أرض لا فخاخ فيها تنتظره..
من فوقه حجارة..
من تحته فخاخ..
من ورائه بنادق..
ومن أمامه مؤامرات..
شبع من الفزع و تعب من الوصب..
وعود وعود و لم نرى شيئا..
مازال يطير وحيدا وحيدا.. حزينا حزينا..
أما آن لهذا الطائر أن يحط؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق