أجبني أيها الطريق. هل أنا في المنعطفات؟ أم في المنحدرات؟ أم أنني أقف على الرصيف؟ ضاعت من ذاتي, وأنا أحاول فهمها و تقييمها, والليل أسدل ستارته الموحشة في وجهي, و القمر انتحر ليلة أمس, فلا شعلة نور, ولا شمعة أضوي بها الطريق لأبحث عن ذاتي الضائعة, وسط أكوام و أكوام من الفوضى والسراب. ركبت الجنون, وإمتطيت الشقاوة, وتعلقت بالأفق, وتغلغلت و سط أعاصير الجهل والغموض, و تسربت كقطرة ماء الى جذور شجرة السر و المبهم, و المغلق الى أجل غير مسمى. بخيالي و جموحي, حفرت الصخر, والضوء و الموج و النجم و عروق المدى, وغروب المنتهى, من أجل تلك الذات المنفصلة عني. لكني مللت المسير, وتورمت قدماي من حر الطريق, وطول امتداده, وكأنه بداية بلا نهاية. وليس لي دليل, و لا قطرة ماء في جرتي, ولا شمعة و لا نبع و لا رفيق, ولا حبيب, و السؤال على طرف لساني شعلة نار تحرقني, والمفاتيح في أعلى البرج, تقلقني و تعذبني مسافتها عني, و تزرع الصدأ في عيني.
أين أنا؟؟ أجبني أيها الطريق. بعزمي هذا و جراتي دخلت عوالم, وفتحت الأبواب بإخلافها, و تعايشت مع الأسود و الأبيض, مفتشتا عن ذلك المجهول, المخبأ و سط ثنايا ذاتي, صائحتا أينك يا توأم روحي؟؟ ياقطعة مني, مكسوة بالغموض, الانثى التي تحمل معها السر الكبير العميق, أرني تفاصيل و جهك أيتها الانثى, إني في حيرتي, أحسك و لا أراك, أحسك أيتها الروح المشتعلة بنار حبي سائرتا معي في طريقي, تائهتا في هذه المجاهل تبحثين عن شيء لا تعرفينه.. كما أبحث أنا عنك, وعن كنهك, كلانا يبحث و يجد في البحث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق