طفلة



ذكرياتي..
يا عبق تلك الأيام..
لا زلتي بطراوتك تتكلمين..
تحكين و تقصين..
ثم تحركين فيّ تلك الأحاسيس العميقة..
إحساس بالحنين الى رائحتها..
الى السفر بين دروبها مرة آخرى..
لا زلت طفلة شقية..
تركضين بين الحقول..
و تصرخين و تبتسمين..
و تنظرين بعينيك الى غرابة الغروب..
الى ظلمة الدروب..
التي تحيطها الأشجار ذات الأشواك..
و حبات حمراء كأنها قطرات من دماء عذراء..
و رائحة التراب..
المتشبع بالنقاوة..
سحر البراءة و الطفولة..
وقصص الخيال و البطولة..
و ضحكات إيقاعها نغم..
عالم كل شيء فيه ممكن..
لغته نعم..
طيور مهاجرة و آخرى وافدة..
تلتقي في السماء..
لترسم أشكالا كأنها زخارف..
خربشات و كلمات..
لا يفهمها سوى الأطفال و الملائكة..
لا أزال أتذكر لحظات..
و كأنها البارحة..
صوت القطار القادم من بعيد..
من جزر الأحلام..
في مخيلتي كأنه قوس قزح..
يقفز من غيمة لآخرى..
مطاردة الدجاج و الديوك الرومية..
معارك أخوضها بخيالي..
عصايا في يدي..
أصدقائي أكبرهم سنا..
أتقدم بهم فمعاركنا حروب طفولية..
سلام و هدوء روحي..
وحنين إلى ضمها..
رقيقة تلك الأحاسيس..
كدمعة طفل على الخد..
كقبلة الأم على الجبين..
أجمعها كلها بكلتا يدي..
و بكل رفق..
أخبأها داخل عمق روحي..
و أ نثرها على دفاتر عمري..
وأعيشها..
كلما داقت بي الدنيا..
أو حاصرتني الوحدة..
فطوبى لك يا ذكرياتي الشقية..
يا بلسم الروح..
يا عالما يخطف الأنفاس..
يا مرحلة فطمت بالعناق و البكاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق