جسور الحب


أنا المطرودة, والمهجورة, والمنفية, صار الآن عندي بيت, وليس بندقية, بيت استأجرته يطل على طريق سيارتك, بيتك أيضا, على بعد ثلاثة شوارع, وعشر بنايات, وتلاث شجيرات, بيتك أجاوره و أحاوره. كم بيت تألفه الفتاة, وما حنييني سوى لآخر منزل يجاور منزلك و وما أنا سوى نزيلة. وكل البيوت التي سكنتها لم تكن سوى حجرات في فناذق. وطبعا لك منزلة خاصة في قلبي. وقلبي أوسع صالون لأجمل أريكة. ارتاحي قليلا, لأغازلك بكلمات عطر. وما عطري سوى الكلام, سوى قصائد أنجبها سحرك. مطبخك على بعد أكثر من فرن غاز. ملتهب بحروب سابقة و لاحقة, ماضية و آتية من أجل الفوز بقلبك. و ما أنا سوى قناصة تطل على شرفتك. أنتظر خروجك لقنص ابتسامة و أقول كم كان الصيد و فيرا.
مطبخك على بعد ملعقتين من هواء أرتشفه. و على بعد ألف سكين و سكين في جوارير البنيات. تنهض من نومها الى عملها في الذبح و صيد المئات من القلوب. بيتك يساكن بيتي. يجلسان, يتحاوران, يتجادلان, حتى أسمع ثرثرة الجدران التي تحاول الخروج من بيوتها. هنا الجدران العاشقة. تحاول الإفلات من جحارتها, الهروب من الإسمنت, الفرار من الكلس, لتعود المياه فقط الى مجاريها, وأن يعود الحب وارفا بالإخضرار.
يحدث لكاتبة و شاعرة مثلي. وطبعا ليس كل الشعراء مجانين. أن تحول الحجارة الصماء الى قمح للعصافير المحلقة في السماء. أستطيع تحويل البنايات المقابلة الى سلالم أتسلقها درجة درجة, سطحا سطحا, وأصل إليك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق