قالت


قالت لي: إني مغرمة بك يا نور عيني, هواك رضعته منذ صباي الأول. جرى في عروقي مجرى الدماء. سرى بين جوارحي كنبض الحياة. ملأ صدري بحب عاصف. لم أرى غيرك في الوجود. ملامحك الشهية تسكن بين رموشي. تنام داخل أحداقي كلما أغمضتها, وتصحو معي.
يا حبيبتي. إني أرى من خلالك الدنيا, فأحببت الزهر و الورد و ربيع قصائدي. وعشقت العطر و ألوان قوس قزح و غناء الطبيعة من حولي. لأنك ملاك هذا العالم في نظري. كل ما أحببته في دنياي عشقته من أجلك ومن خلالك. وصرت بك مغرمة الى حد الجنون. لو تسألني عن نبض فؤادي المتردد و الذي يسمع في الأرجاء. وبوح روحي المملوكة لك بدون حدود أو نطاق. وشوقي الى حضنك في كل اللحظات و حنيني الى عناقك الذي يذيب جسمي و قبلات هواك التي تفقدني عقلي و صوابي. لعلمت أن حبي لك من الأعماق و أن حياتي فداك الى آخر نفس من عمري. ففي عينيك الجملتين إختزنت ذكرياتي أمسي. وفوق ثغرك المورد عزفت نشيد عمري. وبين خصلات شعرك الأسود تنام أسراري. و السحر الذي سكن بين أشفار عيونك. والشوق الذي ولد خافقا عاصفا بصدرك. أن تمنحيني شرف إنتقاء أغلى إسم لك في قاموس الجمال. ملاك كل ملامحك نطقت إسمك قبل الشفاه. وكل الدنيا قامت و قعدت عندما وطأت قدميك الارض. هو الجمال هبة من الله تعالى. وأنت وحدك عنوان الحسن و الافتتان.لا تعرف الفتنة بغير أن تكوني حقا مخلبا للأنظار. فأترك شفاهك بين شفاهي في حرقة القبل. فلم أعد أرى الأفق في زرقة البهاء, ولا أمواج البحر في عمق الصفاء. طالما أن عينيك يا حبيبتي هما كل سمائي. فيهما يطلع فجري و يغيب قمر ليلي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق