الأحلام


هي أقصى الحلم. خندق يعبر فيه الحلم عاريا. حلم يرضع قوس قزح وينمو, بعيدا عن ثقل الأيام. كل شيء في سكون, حتى الأجراس استسلمت لجبروت الصمت. ففي المساء حيث تنار المصابيح وتسافر الشمس. أتخبط في الظلام, في السفح, على قارعة الجنون. قدر و لا كالأقدار. لاحت بي الحياة و آسفاه, لأحلم بالمستحيل. وبكل سذاجة أروي عطشي بالانتظار. أتسائل كيف تقيأ الزمن؟ كيف تزاوج الحزن بذاتي؟ ماهو يا ترى الإتفاق الذي جرى بين ذاتي و بين الحزن في الخفاء, و وراء الجدران التي يسكنها الظلام, حتى تزاوجوا؟؟ الملائكة وحدها تعرف, والعيون التي تغرق في التلصص, تعرف أنني أعشق الحلم المبهم, وأكره صوت الحقيقة. أتماسك به و يتماسك بي, وأشق طريقا غير الذي كتب لي, وخارج المحدود, النهايات التي لم تبتدأ بعد. كانت هناك بعيدا الأحلام في عيني تسقط, في بئر سحيقة. تلك البئر التي أخفت جمال يوسف عليه السلام. وفجأة كان الشاعر يترك أمواج البحر تكتبه. على سطح القصيدة, كان يعانق الموج بكل وقاحة. كان يغني للبحر أغنية السديم. يعزفها على ناي قديم. ويظن نفسه بعزفه ذاك كريم. ومشى الشاطئ دون أن يدري من منهما يمشي على الآخر. هي أقصى. الحلم أمنية تستطيع أن تحتضر علانية. ليس عيبا أن يغرق الانسان في الأحلام. لكن العيب أن يغرق في الأوهام. التي تؤدي به الى الجنون. جميعا نحمل غريزة التمني أعلم ذلك. نحاول دائما قتل الحقيقة التي تألمنا, في الخفاء بعيدا عن أعين الناس, أو أمامهم مباشرة و ما الفرق؟؟ نحاول قتل الحقيقة بسكين صنعه الحلم. أنا أعلم أن الهتافات بدأت تتعالى من أجل نصرة الأحلام وحبا لليل الذي أنجبها. لكن ما جدوى الظلام من دون أحلام؟؟

هناك تعليق واحد: